* مجموعة البريك - تتعهد على لسان وزير المال البرازيلي بدعم صندوق النقد الدولي , وبديهي ان ذلك لن يتم من دون شروط, والصين تقابل الوفد الاوروبي الذي جاء يطلب منها الدعم لديونها بان اوروبا لم تفهم طريقة تعامل الصين مع احتياطها , مما يعني انهم مستعدون للشراء لا للدعم المباشر .
اثنان من الارهاصات التي تعلن كل يوم نزع النظام العالمي الجديد الذي تحكم بالعالم منذ انهيار جدار برلين , وتشكل نظام عالمي جديد .
انهيار جدار برلين ادى الى انهيار الاتحاد السوفييتي ويومها توقعت كوندوليزا رايس في رسالتها للدكتوراه ان تحتاج روسيا الى خمسين سنة لتعود الى الساحة الدولية فاعلا اساسيا . واستكمالا لانهيار الكتلة الشرقية كانت حرب يوغوسلافيا التي رأى فيها الجميع استقرار سيادة مطلقة لحلف الاطلسي على اوروبا , الا نعوم تشومسكي الذي كتب مقالا بعنوان : " قلق البداية ام خوف النهاية" , قال فيه ان الامبراطوريات تعيش في بداياتها مرحلة قلق تترجمها بحروب عسكرية , وكذلك تعيش عند اقتراب نهاياتها حروبا عسكرية تترجم خوفها وسعيها الى منع النهاية . بعده جاء كتاب استراتيجيون مثل الفرنسي جان كريستوف روفين والانكلوساكسوني بول كنيدي , ليفسروا توقعات تشومسك بما سموه غياب " الكتلة المقابلة " او الوزن المقابل الذي تحتاجه الامبراطوريات لبقائها . ليليهم صموئيل هنتنغتون ويعتبر ان الكتلة المقابلة البديلة هي الاسلام السياسي . ولم يتوقع كل هؤلاء ان تحصل تحولات جذرية في التوازن الدولي قبل مرور خمسين سنة .
على بعد عشرين سنة فقط , نرى ان عودة روسيا قد تحققت , وهيمنة الاطلسي على اوروبا لم تحم القارة العجوز من الازمة المهددة بالانهيار , ونمو القوى الصاعدة في اميركا اللاتينية واسيا يجبران الولايات المتحدة على التوجه نحو آسيان , واوروبا نحو الصين .
غير ان المهم بالنسبة لنا في العالم العربي هي ان بداية النظام العالمي الجديد عام 1990 كلفتنا استقرار القواعد الامريكية في الخليج واحتلال العراق وضرب القضية الفلسطينية , لان استقرار هذا النظام لم يكن ممكنا من دون الهيمنة على رقعتنا الجيوستراتيجية وعلى ثرواتنا , لذلك فان مقاومة اصحابه لاقتراب نهايته تتطلب الان مرحلة جديدة من الهيمنة الامريكية الاطلسية على رقعتنا وثرواتنا , خاصة اذا ما كانت الرقعة المرشحة هذه المرة مركزية بالنسبة لهذه الدول النامية التي تشكل التهديد المقبل , ففي هذا الشرق يتحدد تاريخيا مصير الامبراطوريات الغربية .
فهل نظل متهالكين على دور العصا التي يضرب بها الاطلسي منافسيه حتى تنكسر , في حين ان ثمة وجهات جغرافية اخرى تمد لنا يدها . 0
* بريك ( برازيل - روسيا - الهند - الصين ) BRIC
(العرب اليوم)