مصر .. انتخابات في ظلال البنادق ومدافع الدبابات !!
عودة عودة
04-12-2011 01:35 AM
لا يمكننا أن نغض الطرف عن أي حراك شعبي عربي , فقد رُبينا و منذ نعومة أظفارنا أننا أبناء وطن واحد هو (الوطن العربي.. دولة الوحدة تحت التأسيس) و أن تقطيع أوصاله بعد الحرب العالمية الأولى وراء جميع مصائبنا التي لا أول لها و لا آخر...
ما أعنيه هنا ما جرى قبل أيام في مصر من انتخابات برلمانية قيل فيها الكثير من ايجابيات و سلبيات كجميع الإنتخابات لديمقراطيات عرجاء .. و زائفة التي تجري في وطننا العربي و الكثير من بلدان العالم لو شاهدها مخترع كلمة الديمقراطية (الإغريقي) لقبر نفسه و هو حي كما تقول العامة .
لقد قيل : أنها انتخابات نزيهة .. و غير مسبوقة في تاريخ مصر و الحضور كان كبيراً و الإقبال كان شديداً .. و الناس كانوا طوابير طوابير ... و الأخطاء طفيفة .. و المشهد أكثر من رائع .. و قيل أيضاً : إن جماعة النظام السابق كانوا هناك ... و المال السياسي كان هناك الذي لا نعرف من أين (هطل) على الأحياء الفقيرة و المهمشة و الذي كان على شكل أكياس من السكر و الأرز .. و لفائف اللحمة و الدجاج و زجاجات الزيت و الجنيهات.. و ما يشبه صكوك الغفران (من إحدى القوائم الإنتخابية) قد وُزعت على الناخبات و الناخبين (من ينتخبها يدخل الجنة ... و من لا ينتخبها يدخل النار) .. و أن الدعاية الإنتخابية قد مورست أمام اللجان الإنتخابية و غيرها من الممارسات لأي ديمقراطية عرجاء تجعل المرء يتساءل : لماذا (ثار) هؤلاء الناس و استشهد منهم المئات منذ 25 يناير و حتى الآن..؟! الشاب الرائع وائل غنيم (رجل غوغل) الذي أشعل فتيل ثورة 25 يناير قال عن هذه الإنتخابات : (الشعب المصري يائس عن حق و حقيقة لم تنهض للشعب المصري زعامة قادرة على توحيد فصائله المختلفة تسير بمصر الى الأمام .. شكوك أن تجلب هذه الإنتخابات الخلاص للشعب المصري..!!)
أرى أن كل ما جرى من مخالفات في الإنتخابات المصرية هذه غير مستغربة في بلد تصل فيه نسبة الأمية 40% للرجال و 60% للنساء و البطالة تزيد عن 40% و السكن و الخدمات الصحية و الإجتماعية غير متوفرة و متدنية .. ففي العام 93 من القرن الماضي رأى رئيس التحرير استاذنا المرحوم محمود الكايد أن أغطي أحدى المؤتمرات لإتحاد المحامين العرب و في وقت كانت تجري فيه الإستعدادات على قدم و ساق لإنتخابات برلمانية متزامنة أيضاً مع عيد الأضحى المبارك .. لقد فوجئت لمشاهدة (حظائر) كبيرة و واسعة للأغنام تنتشر في الأحياء الفقيرة في الدار البيضاء تُوزع فيها (الأكباش كأضحيات) على الناخبين مقابل أن يدلوا بأصواتهم لمرشحين معروفين .. و عندنا و في الإنتخابات السابقة 2010 قيل أنه تم توزيع مدافئ و أغطية و خمسينات من الدنانير و سفرات مجانية للحج و العمرة .. و سلعة أخرى ثمينة و أساسية في كل بيت و التي لم تكن تُوزع قبل ذلك و هي عبارة عن (تنك زيت بلدي) اكتشف الناخبون فيما بعد أنه زيت مغشوش !!
و نحن في سيرة الإنتخابات المصرية اتذكر أنه جرى انتخابات في غواتيمالا في أواسط الثمانينات شاهدنا حينذاك بالصوت و الصورة جنود يدفعون الناخبين الى صناديق الإقتراع بقوة السلاح تماماً كالإنتخابات المصرية التي جرت قبل أيام في ظل البنادق و مدافع الدبابات للجيش المصري العظيم بطل الفالوجة .. و العبور.
ما رأيته في الإنتخابات المصرية هذه : متعة كاذبة .. لديمقراطية زائفة..!!
Odeha_odeha@yahoo.com