الرئيس يقول:" .. والله لأحجزه"
مالك العثامنة
15-09-2007 03:00 AM
لست من نادي أصدقاء دولة الرئيس معروف البخيت، ولا انا من نادي عشيرته لا من قريب ولا من بعيد، والأهم، أنني أتحاشى مديح حكومة بذاتها ناهيك عن شخص رئيسها، لكن الرجل، وبحديث بسيط بثه التلفزيون الأردني وتحدث فيه ببساطة وحزم، وبعامية بعيدة عن كل تقعرات اللغة العربية أو عروض برامج ال"داتا شو" أعاد إلى الذاكرة بعضا من ألق الهيبة للدولة، التي افتقدناها، وشيئا من المصداقية التي اهتزت منذ زمن.
"..والله لأحجزه"، يقسم عليها دولة الرئيس والحديث عن المتلاعبين "مهما علا شأنهم الاقتصادي والاجتماعي" كما يقول.إذن الرئيس يعرف أن نفرا من محدثي النعمة، أصحاب المال والثراء قد استمرأوا القفز فوق كل الحواجز بلا رادع، والرسالة من دولته موجهة لهم مباشرة.
هنالك نفر يا دولة الرئيس، علا شأنهم على حين غفلة من مسؤولية، وهذا النفر، هبط علينا ببراشوت الدولارات والأرصدة المتخمة، وتضخموا ليلعبوا بكل شيء، لا قوت المواطن وحسب، وكأن الوطن مفصل على قدر أرصدتهم، وصار لهم نفوذ يتجاوز هيبة الدولة أحيانا، أو هكذا يوهمون البسطاء، وما اكثر البسطاء يا دولة الرئيس.
هناك نفر يتفاخرون يا دولة الرئيس، أن معالي فلان، وعطوفة علان، يعملون لحسابهم، ولهم، بل إن بعض البعض من هؤلاء يطرح نفسه زعيما وطنيا ويشتري أصوات الناس وذمم البسطاء ليمثلهم تحت القبة في برلمان قادم، لتكتمل المصيبة، فيتحصن فسادهم بالدستور، وبالقانون...ولن تقدر على حجزهم حينها يا دولة الرئيس.
إن المحدثين بنعمة المال المشبوه وغير الوطني في جذوره وأساسه، علا شأنهم حتى ما عدنا نقدر أن نراهم، وإن حاولنا كان الأمر تطاولا، فهم ذو شأن اجتماعي ونفوذ اقتصادي.
سمعنا "بعضهم" هنا او هناك، وهو يتجاوز بحديثه كل الخطوط الحمراء، ليضع المقام السامي(وحاشا المقام بسموه أن يكون كذلك) حائط دفاع عبر إيحاءات خبيثة لا تمر مرور الكرام، لكنها تعرض للرمز الذي يجله الأردنيون ولا يجلون سواه بعد جلال الخالق عز وجل.
دولة الرئيس
إن "من علا شأنهم الاقتصادي والاجتماعي" لا يروننا ولا نمر عليهم إلا مرور عابر أو كلمحة دولار في الرصيد، وأنت منا –على ما يبدو- يا دولة الرئيس، وكم صرت أخشى عليك، إن هم لم يخشوا منك.
فليحم الله الأردن، فليحم الله الملك.
mowaten@yahoo.com