وزارة الاوقاف مدعوة لملاحظة ما يجري في فلسطين نخشى منه ولا نريده لمساجدنا
في شهر رمضان شهر الرحمة والمحبة والسلام والاجر والثواب والتعاضد يعيش اخوتنا في فلسطين محنة اخرى لم تكن موجودة من قبل هي ازمة المساجد التي اصبحت تسيطر عليها طائفة دون اخرى.
فهذه المساجد دخلت اتون الصراع الدائر بين حماس وفتح اذ ان كل طرف يتهم الاخر بانه يستخدم المساجد للتعبئة السياسية ولتخزين السلاح.وقد ادى ذلك الى فصل واقالة ائمة يؤيدون طرف دون اخر سواء في الخطب التي تتم في يوم الجمعة او الانتماء السياسي والذي بات واضحا في الضفة الغربية او غزة بوجود التسييس الشعبي
وقد اعلن في الضفة الغربية عن اكتشاف الكثير من الاسلحة المخبأة في مساجد منتشرة بين شطري الضفة.
وهذا الامر ادى الى ان يبحث كل طرف عن بدلاء من الائمة الذين يقودون الجماهير الى ما يريدون من خلال عزفهم على الوتر الديني ليوصل رسالة ويستقطب المواطنين بكثرة وخاصة النساء.
وقد تكون حركة حماس هي الاقدر في هذا البناء فقد استغلت المنابر في التأثير على الفلسطينيين فالمصلون دائما موجودون في المساجد وخاصة في يوم الجمعة ولديهم ائمة لبقين وقادرين على التلاعب بالكلمات وتحويلها لصالحهم ودغدغة الشعور الديني وقد يكون هذا الامر احد اسباب نجاح حماس في الانتخابات التشريعية والبلدية الاخيرة
وايضا فان حركة فتح هي الاخرى ردت على هذه الخطوات وطلبت من مؤيديها في غزة بالتوجه للصلاة في الساحات العامة وهذا كان بمثابة استثارة لحماس التي ردت بعنف ضد هذه الخطوة.
ما نريد من هذه العجالة ان نكون نحن الاردنيون اكثر تفكيرا وعقلانية وان نسبق الاحداث فمساجدنا منتشرة في المملكة بشكل كبير وواسع وواجب علينا وعلى الحكومة ان تكون منتبهة الى ما يجري في هذه المساجد وما يدور بها وان تراعي حرمات رمضان بعيداعن التجيير والتسييس وان تبقى مساجدنا تخدم مصليها وان تبتعد ولا تقع في اتون الصراعات الجانبية التي يحاول البعض اثارتها وتعميقها بافتعال ما لا يرضى عنه الاردنيون جميعا ولا يتماشى مع مصالحنا الوطنية والقومية.
فالمسجد وجد للعبادة والتفقه في الدين ومنبره مكانا مقدس تتلى من خلاله ايات القرآن المباركة ولا يجوز بحال من الاحوال ان يتحول هذا المنبر للشتم والردح وزرع الفرقة بين الاخوة والتأشير نحو الشمال والجنوب والشرق والغرب.
واجب الحكومة وتحديدا وزارة الاوقاف ان تكون قادرة على لجم كل من تسول له نفسه زرع الفتنة وتحويل الجامع الى صراعات خاصة وتسييس العملية الدينية لصالح فئة دون اخرى.
ما نرجوه ونطلبه ان تبقى مساجدنا طاهرة ونقية وان نبتعد بها عن كل ما يشوه الدين وسمعته فالمسجد هو بيت الله ولا يتبع احد وليس محسوبا على تيار دون اخر. فهو يضم في جنباته الفقير والغني والشمال والجنوب والشرق والغرب.