من الطبيعي أحياناً أن نجد أنفسنا في حالة صراع بين الغضب والهدوء، وقد يكون ذلك بسبب حالة عابرة يمر بها الفرد منا حين لا يستطيع إرضاء أو إشباع عدة حاجات أساسية وضرورية معاً في آن واحد، وبالذات في هذا الوقت الإقتصادي الصعب؛ مما قد يؤدي إلى شعور الفرد بالضيق والتوتر.. فأغلبية الناس في وقتنا الحالي يعيشون ويمرون بصراعات مثل هذه بين الفينة والأُخرى... فمنهم من يتحكم بأعصابه ويضبط نفسه، ومنهم من تضغط حاجاته عليه ولا يستطيع التحكم بها وضبطها، فيبتعد بذلك عن حالة الهدوء الطبيعية.
إن أفضل طريقة للتعامل مع ظروف الحياة أيٍ كانت ومع الناس هي الطريقة الهادئة التي تعتبر من أكثر الطرق تأثيراً في النفس البشرية.. كما وإنها تأتي بنتائج مقبولة، بعكس الطرق العنيفة التى تأتي بردود فعل سلبية.. لذلك فالانسان الهادئ يكون محبوبا بين الناس، وهدوءه يساعده كثيراً في قبوله كشخص متفرد ومتميز بين الآخرين.
إلا أننا في حياتنا اليومية نصادف أحياناً بعض النوعيات من البشر أصحاب الطبيعة النارية..! فهم أينما يحلّ الواحد منهم حلّ معه التوتر والغليان ويسبقه ضجيجه.. فهو بذلك يكون عبارة عن شعلة متقدة حيثما ألقيت أشعلت وأحرقت وتفجّر منها الشرار..! وهؤلاء الأشخاص الناريون نظراتهم من نار وكلماتهم عبارة عن قذائف، وطلباتهم أوامر لا تقبل التأجيل.
لذا فإن علينا دوماً محاولة التحكم بأعصابنا وردود أفعالنا.. فكم من البيوت قد تهدد استقرارها بسبب التسرع في اتخاذ القرارات، وكم من عزيز قد فقدناه بسبب ثورة غضب.. فبالهدوء وحده نهزم الكثير من الآفات المدمرة في حياتنا.. فالشخص الهادئ الأعصاب لا ينفعل بسرعة، فهو كالجبل الراسي، تعصف به الرياح ويبقى راسخاً.. وهو كالسفينة العملاقة التي مهما عصفت بها الأمواج تبقى هادئة فى مكانها لا تتأثر ولا تتزحزح.. أما الإنسان الثائر الأعصاب، فأنه ينفعل بسرعة ويثور ويصخب لأتفه الأسباب!
الإنسان الهادئ هو الذي يستطيع التحكم بأعصابه وفي ألفاظه.. وبهدوئه يمكنه أن يتحكم فى الكثير من المواقف الصعبة في الحياة، كما ويساعده ذلك كثيراً في نيل محبة وإحترام الآخرين.
ما أحوجنا في هذا الزمن الصاخب إلى فسحة غنية بالهدوء والسلام..!
www.diananimri.com
(الراي)