ذكريات .. صبرا وشاتيلاد. باسم الكسواني
15-09-2007 03:00 AM
ربع قرن على مجزرة صبرا وشاتيلا ولا زالت حاضرة في الذاكرة، عندما وقعت المجزرة كان المقاتلين قد خرجوا من بيروت وكنا من بين من خرجوا على ظهر الباخرة ... وكان الخروج الى تونس وعندما بدأت أخبار المجزرة تصل الى المقاتلين في معسكر وادي الزرقا آنذاك بدأ الغليان يدب في أوساط الشباب وبدأ الحراك يتجاوز الحديث الصاخب وحاولت قيادة المعسكر استيعاب الأمر ... هناك شباب أهلهم وذويهم يقطنون المخيم ... ولا يعرفون ماذا جرى لهم ... بدأنا جميعاً بالتعرف والاستفسار عن أخبار عائلات الشباب وماذا جرى وكلما شاهدنا الصور عبر الشاشة الصغيرة شعرنا ليس بالحزن والألم بل شعرنا بالحاجة إلى قتال العدو وأعوانه ... شعرنا أن هذا العدو المجرم الحاقد لا يعرف سوى لغة النار وان السلام وهم لا يمكن تحقيقه مهما كان الأمر ... استذكرنا جرائم العدو الصهيوني على أرض فلسطين قبية ودير ياسين وغيرها واستذكرنا مجزرة بحر البقر، واستذكرنا الواقع العربي المرير ... واستذكرت الفتاة الفلسطينية في مخيم صبرا وهي تصرخ بنا عندما غادرنا مستشفى غزة باتجاه ميناء بيروت قائلة لمن تتركوا أمهاتكم وأخواتكم ومن يحمينا، كان الصراخ مؤثراً والجواب مهما يكن غير مقنع لتلك الفتاة، وكذلك كنا غير مقتنعين بما يجري ولكن علينا تنفيذ الأوامر، خاصة أن قرار الرحيل كان مختلفاً عليه حتى داخل القيادة العسكرية والسياسية الفلسطينية، ولكن كان يقال الوضع اللبناني والعربي والدولي أصبح يلزمنا بالخروج عبارة كررها بعض القادة ولكنها لم تكن مقنعة للمقاتلين في معظم الأحيان، تلك الصرخة لا زالت في أذني حتى اليوم ولم تغادر وبقيت تصفع الوجوه الحائرة الراحلة الى المجهول ... .
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة