بيان الحكومة لنيل ثقة النواب , لم يتضمن تفاصيلا حول القضايا الإقتصادية , واكتفى بسرد عبارات مكرورة حول مشاريع تعتزم المضي قدما فيها وهي مشاريع قائمة.
ربما لا يريد الرئيس الجديد , أن يقطع على حكومته أية تعهدات , لكن الظروف الإقتصادية تجعل الرأي العام متعطشا لبرنامج محدد تقدمه الحكومة على الأقل حول القضايا الإقتصادية وفي مقدمتها العجز والمديونية وتراجع تنافسية الإقتصاد وبالإضافة الى الفقر والبطالة والإستثمار ومشاريع حماية الطبقة الوسطى هناك عنوان جديد وهو تخفيض التصنيف الإئتماني للأردن وغيرها مما يقلق الرأي العام .
بانتظار برنامج إقتصادي محدد , نحن إذن أمام فريق حكومي مالي بإمتياز , فكما يبدو أنه ترك الحديث حول العناوين آنفة الذكر للموازنة , وهي التي تعبر عن سياسة الحكومة المالية وليست السياسة الإقتصادية المنتظرة . هناك من يرغب بالقفز عن تقييم الأشخاص من السادة الوزراء وهي رغبة صائبة شريطة أن يعبر البرنامج أو الخطة عن توجهاتهم , وطالما كان التقييم يفتقد الى الموضوعية إذ يتناول الأشخاص دون الالتفات الى البرنامج فالالتزام ببرنامج محدد قضية أساسية , في مواجهة مشاكل اقتصادية معروفة .
الحكومة امام وضع إقتصادي صعب , لكنها لا ترغب في أن تلتزم بوعود غير قابلة للتنفيذ وهو من حقها , لكن ذلك لا يعني أن لا تضع برنامجا تنفيذيا يحدد أعمالها التي سيراقبها مجلس النواب والرأي العام .
تصدت الحكومات المتعاقبة كلا حسب رؤيتها لبعض الملفات وتجاهلت أخرى ورحلت ثالثة , ومن غير المتوقع أن ترفع هذه الحكومة سقف التوقعات في جانب الحلول , ونتفق مع الرئيس بأن العصا السحرية ليست متوفرة , والعصا السحرية بالمفهوم الإقتصادي هي المال , لكن بالإمكان التأسيس لإدارة حصيفة لما يتوفر خصوصا المساعدات الإستثنائية , وهي التي تحتاج لأن تكون تحت مظلة الموازنة العامة , العنوان الأول والوحيد للإنفاق الحكومي بموجب الدستور , بعيدا عن إبتكار أدوات جديدة للإنفاق السهل مثل الصناديق وغيرها من الأفكار التي قد تصلح في أوقات الترف الإقتصادي وفي عصر الفوائض .
الحكومة الجديدة أمام إستحقاقات إقتصادية تستدعي الجرأة في الحلول , وتهميش الشعبية , وإن كانت مطالبة بالإستماع الى مطالب الناس , في حوار تبادلي يأخذ الفهم وتقدير الأوضاع عنوانا أساسيا له , رحمة بالأجيال القادمة , خصوصا في مسألتي المديونية والعجز .
هل يعلن الرئيس في رده على خطب النواب عزم حكومته التقدم ببرنامج تنفيذي زمني لمواجهة مشكلات الإقتصاد ؟.
(الرأي)