كلّ التقديرات تتحدث عن نسبة اقبال غير مسبوقة على صناديق الاقتراع، في الانتخابات المصرية، ولخّص أحدهم تاريخية الحدث بأنه وللمرة الأولى لم ينتخب الموتى في مصر، في إشارة ذكية لنزاهة الانتخابات التي تجري بعد وخلال ثورة تاريخية متجددة.
وكلٌ التقديرات تتحدث عن فوز الاخوان المسلمين بما لا يقل عن اربعين بالمئة من عدد المقاعد، في تكرار مفهوم لما جرى في تونس والمغرب، والحبل على الجرار في دول عربية اخرى وعلى راسها الاردن، الذي لم يستقرّ بعد على نظام انتخابي يُقدّم تمثيلاً حقيقياً للشعب.
ما نشهده من جديد في الحركة السياسية للإخوان المسلمين في عصر الثورات هو استعدادهم للتحالف مع قوى كانوا يعتبرونها عدوة، او في القليل خصوماً تاريخيين، مثل الناصريين، ويُسجّل للحركة إفرازها تحالفاً انتخابياً ضمّ الكثير من هؤلاء الخصوم السابقين.
ما زال الوقت مبكراً للحديث عن مرحلة ما بعد الانتخابات، والتحالفات المقبلة، ولكن تجربة تونس تبشّر باستمرار التحالفات بين الإسلاميين والقوميين والليبراليين لانجاح المرحلة الديمقراطية، والامل ان ينسحب الامر على التجربة الاردنية.
(الدستور)