قراءة أردنية في وجوه سورية
احمد ابوخليل
30-11-2011 02:38 AM
الأخبار التي تصل من سورية تحمل الجديد على صعيد الوعي العام عند الشعب السوري الشقيق, إنهم يعيدون اكتشاف وطنهم ووطنيتهم من جديد.
الوجوه التي تنقلها الشاشات من المظاهرات التي ترفض التدخل الأجنبي (من ضمنه التدخل الرسمي العربي) تبدو وجوهاً غاضبة غضباً جدياً هذه المرة, في الواقع إننا نعرف جيداً ملامح الوجوه السورية عندما تخرج منفعلة حسب الطلب, حصل هذا كثيراً في سنوات ومناسبات مختلفة, ولكن هذه المرة نحن أمام وجوه سورية منفعلة انفعالاً عميقاً وحقيقياً عرفته الأجيال السابقة من العرب عن هذا الشعب العظيم.
يقول العارفون بالشعب السوري أن الناس هناك استعادوا ما عُرفوا به في مراحل سابقة من حساسية خاصة تجاه الأجنبي إذا أراد أن يعتدي على الكرامة الوطنية.
دعونا نفصل قليلاً في مسألة الكرامة هذه: من المسلم به أن العقود الماضية من ممارسات سلطات الحكم وأجهزته مست بكرامة الناس عند مستوى حياتهم اليومية كأفراد وجماعات وكشعب أحياناً, ولهذا ربما كانت الأشهر الأولى من الاحتجاجات أقرب الى الحركات الاجتماعية الشعبية الأصيلة, التي تحظى أيضاً بتعاطف مَن لا يشارك بها, ويفترض أن هذه الأشكال من الفعل الاجتماعي حق من حقوق السوريين كغيرهم من شعوب الدنيا.
الصورة اليوم تغيرت, حسبما توحي الوجوه السورية التي نراها. إن السوريين اليوم أكثر وضوحاً في التأكيد على ما انجزوه, فالسلطة تتراجع أمام جوهر مطالب الحركة الشعبية الحقيقية, غير أن الأهم أن السوريين يبدعون في تقدير مسألة الكرامة الوطنية, فالعدو (بطيفه الواسع هذه المرة) يستهدف كرامة الوطن ككل, وحينها واهم من يعتقد أنه سيكسب كرامته الفردية.
من يدري? فربما نكون على موعد مع فجر سوري ومشرقي عربي جديد تبنيه الشعوب بإرادتها وتضحياتها وبنضوج تجربتها هذه المرة.0
ahmadabukhalil@hotmail.com
(العرب اليوم)