facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




القوانين دائمة التغيير وحاكمية التعليم العالي


د. محمد الخصاونه
30-11-2011 02:17 AM

لا يلبث أي وزير من وزراء التعليم العالي المتعاقبين في تسلمه زمام الأمور في وزارته حتى يسارع إلى صياغة قوانين جديدة للتعليم العالي وكأن معضلة التعليم العالي تكمن فيما يأتون عليه من مخلفات أسلافهم من قوانين وضعت وصيغت على عجالة. لقد حصل في سنوات متعاقبة بأن يقوم الوزراء بتعديل قوانين هذه الوزارة بمعدل مرتين إلى ثلاثة مرات في العام الواحد واستصدارها بأوقات قياسية!! ولكن ما يثير الجدل أن مثل هذه القوانين توضع في الكثير من الأحيان لتصفية حسابات قديمة مع الخصوم أو لاستئثار الذات في هذه القوانين من خلال الحرص على تحسين أوضاع تتعلق بالراتب التقاعدي للأصدقاء أو حتى للذات حتى بعد تركهم لمناصبهم، مع أن السبب المعلن للتغييرات المشار إليها يكون في الأساس بهدف رفع سوية العملية التعليمية (من غير أن يشار إليها صراحة) ودعم عضو الهيئة التدريسية من خلال تحسين المداخيل، دون أن يوجد أي شيء ذي قيمة يذكر من خلال الأهداف المعلنة أو ما تتمخض عنه القوانين الجديدة من استصدارات فيما يتعلق بضبط العملية التعليمية وتحسين مخرجاتها، وضمان الجودة!! أضف إلى ذلك غياب أي أدوات للقياس والمراقبة لمريض (العملية التعليمية ككل) حان له منذ دهر من الزمان أن يدخل غرفة العناية المركزة!
ثم إن ما يعرف باستراتيجيات التعليم العالي والتي كثيراً ما تجد طريقها للتغيير المستمر أيضاً، كان الأجدر بنا في الحديث أن يكون الحديث عن الأهداف والغايات (والتي يفترض منها أن تحقق ما تم النص عليه في الأجندة الوطنية والخطط التنموية المتعاقبة)، وتكون الإستراتيجيات هي الطريق المسلوك لتحقيقها بأفضل السبل. لا بل قد وصل الأمر بأن رغبات سيد البلاد أصبحت تنقض من قبل الجهات القائمة على مثل هذه الأمور على الرغم من الوعود التي يتم تقديمها، دون أن يترجم أو يلمس شيء يذكر منها على أرض الواقع!!! ومن هنا يدرك المرء بأن موضوع التعليم العالي لم يعد واضحاً في قواميس القائمين عليه، إذ أنه أصبح هنالك خلط بين الأهداف والغايات من جهة والإستراتيجيات من جهة أخرى !! والأسوأ من كل هذا أن ما يتم صياغته من استراتيجيات لم يعد يأخذ بعين الإعتبار (أثناء الصياغة) طبيعة المدخلات والتأثيرات الإجتماعية والمصادر التنموية المأمولة، بل إن معظم ما يتم تقديمه (في الغالب) يتم نسخه من مصادر من على شبكة الإنترنت ويتم ادعاء الشخص (أو المجموعة) الذي (التي) أتى (أتت) بها بأنه (بأنهم) أصبح (أصبحوا) خبيراً (خبراء) استراتيجياً (استراتيجيون)..... الأمر ببساطه هو أنه متى عرفنا الأهداف والغايات المراد تحقيقها، فإنه ينبغي علينا تقرير الطريق الذي نسلكه في ضوء الموارد والمحددات!!!
أما العوامل الأخرى التي تقف عائقاً في وجه إخراج القوانين إلى حيز التنفيذ وتحديد الإستراتيجيات وآلية عملها فتشمل مما تشمله الأدوار، التي قد تجوز تسميتها بالتناقضات، أدوار مجلس التعليم العالي (الذي لا يتم في العادة اختيار أعضائه بعيداً عن تضارب المصالح أو بناءاً على المؤهلات المتوخاه)، ومجالس أمناء الجامعات، وبطبيعة الحال مجالس العمداء الذين في العديد من الحالات لا يتم اختيارهم إلا بناءاً على ضعف فيهم لكي يستفرد رئيس الجامعة بقراراته.... وهنا تضيع حاكمية التعليم العالي بين هذا وذاك!! فالقوانين الغير مدروسة تضيع بين كل هذه التناقضات، والإستراتيجيات الموضوعه لتحقيق الغايات الصحيحه كثيراً ما تصطدم بمصالح أشخاص وجماعات لم تؤخذ مصالحهم الخاصة الضيقة بعين الإعتبار (عند وضع الإستراتيجيات) فيقفون حائلاً في وجه تنفيذ ما قد يكون مفيداً.
والأدهى والأمر في هذا السياق هو تداخلات أصحاب المصالح الخاصة وبعض النواب الذين يأتون من كل فج عميق لتهديد هذا الوزير أو ذاك الوزير أو حتى رئيس إحدى الوزارات (في حصول حكومته على الثقة) لكي يقوم من هم في سدة المسؤولية في تنفيذ رغبات آولئك في تعيين أصدقاء لهم أو في استصدار قوانين معينه تخدم مصالح وغايات ضيقة، وكل ذلك يكون على حساب الأوطان! إن هذا الجانب من الأمر يرقى إلى درجة الخيانه العظمى لأن من يقايض المصلحة العامة لقاء تحقيق بعض المصالح الضيقة لا يختلف في الغالب كثيراً عمن يتآمر على وطنه وقيادته.
أما أسوأ ما في الأمر فيتمثل في سكوت مسؤولي الجامعات إن كانوا رؤساء أو نواباً أو عمداء كليات أو رؤساء أقسام عن التجاوزات المهنية للأساتذه والطلبة (كل حسب تخصصه)، طبعاً من باب "قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق"، أو حتى عن عدم التزام الأساتذه بمتطلبات المهنه وأخلاقياتها وما تمليه عليهم المصلحة القومية العليا في بناء الأجيال... وهنا تذهب الإهتمامات وتنصب حول ما يمكن تحقيقه من مكاسب للذات أو حول ما يمكن الضغط به على إدارات الجامعات أو الدولة في تحسين مستوى المعيشة، إلخ.... إلا أن الشيء الذي لا يريد الناس الحديث عنه هو (مرة ثانية) ما استشرى من فساد في ترهات التعليم العالي، ومناحي الحياة عامة، (طالما أن المصالح الشخصية محافظ عليها وان أبناء المجتمع يحققون نجاحات أكاديمية زائفة) ولا المصلحه العامة أو معنى الإنتماء للمؤسسة والوطن والأمة!!! والسؤال يكمن هنا في كيفية أن يكون أستاذ الجامعة المربي بانياً للأجيال والمجتمعات وهو يفكر مستغرقاً بهذه الطريقة الأنانية البالغة الضيق؟؟؟
وبناءاً على ما سلف، فإنه إن أردنا الحرص على بناء مجتمعات سليمه فلا بد من البدء بالتفكير من الزوايا المطروحة لأننا في نهاية المطاف لا نقبل لوزرائنا ورؤساء جامعاتنا ومسؤولينا كل حسب موقعه أن ينطبق عليهم المثل القائل "حفظوا القوانين ونسيوا قرايتهم"!!!





  • 1 أستاذ جامعي 30-11-2011 | 02:38 AM

    لا فض فوك د. محمد قرأت مقالك السابق، وعلقت عليه، وأقرأ مقالك الحالي فأشكرك لما تفيض به من مسك، إنك تضع يدك على الجرح وأرجو أن تجد مساعيك آذانا صاغية، المخرب بيتنا د. محمد هم بعض من تربعوا على إدارات الجامعات وهم لا بالأماكن الصحيحة، والمشكلة أنهم يتحكمون بالعباد وهذه هي مفهوم الحاكمية لديهم، فالتحكم والحاكمية كلمات مترادفة لديهم كيف لا وفيهما حروف متشابهة. بوركت د. محمد أقسم أن من يفكر مثلك، وربما مثلي قد ينزف جرحه أكثر لأن الغيرة على جامعاتنا ومخرجاتها يجب أن تكون في حسنا الوطني وتصيب منا العظم وإلا فإننا لا نستحق أن ندخل قاعات المحاضرات كي ننظر على طلبتنا وعند الفعل نكون أول من يفل.

  • 2 اراضي 30-11-2011 | 10:19 AM

    وما يؤكد ذلك مستوى رؤساء الجامعات من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب دققوا فيهم لتعرفوا اننا نقراء على الجامعات السلام

  • 3 هذا ما يدعية الرؤساء انفسهم 30-11-2011 | 10:41 AM

    وبطبيعة الحال مجالس العمداء الذين في العديد من الحالات لا يتم اختيارهم إلا بناءاً على ضعف فيهم لكي يستفرد رئيس الجامعة بقراراته....

  • 4 د. أحمد ألجعافرة\ جامعة الطفيلة 30-11-2011 | 11:20 AM

    يسلم لسانك و قلمك.

  • 5 مطلع 30-11-2011 | 12:15 PM

    لله درك يا دكتور محمد, لقد اصبت الجرح في طرحك و الساكت عن الحق شيطان اخرس.

  • 6 احسان نورالدين محمود خصاونه 30-11-2011 | 12:15 PM

    الاحساس بالمسؤوليه هي سمه هامه يجب ان يتميز بها
    يجب تقديم المصلحه العامه للوطن ولابنائه وللجيل القادم على المصالح الشخصيه
    افرح عندما اجد استاذا جامعيا يقوم على تعليم طلبته بصدق لا يثنيهم خوف من شكوى ولا تربص ....ويحاول بكل السبل ان يقدم علامات حقيقيه ويعرض مشكلات الطلاب لادارة الجامعه
    كل التقدير وننتظر تميزا دائما ولكم الاحترام

  • 7 طالب سابق عندك 30-11-2011 | 03:38 PM

    د. محمد, انا بعرف انك بتحكي وما بتهاب حدا في جميع المواضيع حتى بالمحاضرات. الله يرحم هذيك الايام

  • 8 مواطنة درجة سابعة 30-11-2011 | 03:44 PM

    نعم فرئيس الجامعة يحكم كرئيس دولةواحيانااكبر من ذلك فرئيس جامعة العلوم والتكنولوجياالسابق والوزير السابق وجية عويس اقعد ابنتي في البيت عام كامل ولم يقبل ان ينقلها ولا حتى على البرنامج الموازي ومعدلها9703 علماانة يوجدطلاب معدلهم94 يدرسون ببلاش والحجة ابناء عاملين ولم ارى دولة في العالم كلة تعامل الطالب على مهنة والدة

  • 9 MAN 30-11-2011 | 05:20 PM

    الى تعليق 7 ( < طالب سابق عندك > )
    الله يرحم هذيك الايام...اخ يالتكنو......

  • 10 تركي عبيدات 30-11-2011 | 07:47 PM

    اعرفك حق المعرفه و اتفق معكك في "ولكن ما يثير الجدل أن مثل هذه القوانين توضع في الكثير من الأحيان لتصفية حسابات قديمة مع الخصوم"

  • 11 أحمد الشرع 30-11-2011 | 08:05 PM

    رأي جريء ... نظرة واقعية للأحداث ... ووضع حلول عملية ....
    هذا ما نحتاجه في هذه الفترة لا السكوت والرضا بحجة " ماشي الحيط الحيط وبقول يا رب الستر " ...

    هذا ما علمتنا إياه وترضى التنازل عنه ...

    شكرا دكتور محمد على الأختيار الموفق للمواضيع والتي تكون في صميم احتياجاتنا نحن الطلبة ...

  • 12 عدي عياصرة 30-11-2011 | 09:17 PM

    اول مرة بشوف دكتور جامعي يتكلم بكل هذه الصراحة عن الواقع المرير في التعليم العالي ,,,شكرا دكتور محمد ,,, كلام يشخص الواقع بشكل كبير ويجب ان نستفيد من هذه الجملة ((إن هذا الجانب من الأمر يرقى إلى درجة الخيانه العظمى لأن من يقايض المصلحة العامة لقاء تحقيق بعض المصالح الضيقة لا يختلف في الغالب كثيراً عمن يتآمر على وطنه وقيادته)).

  • 13 الدكتور فاخر العكور 01-12-2011 | 12:00 AM

    (الأدهى والأمر في هذا السياق هو تداخلات أصحاب المصالح الخاصة وبعض النواب الذين يأتون من كل فج عميق لتهديد هذا الوزير أو ذاك الوزير أو حتى رئيس إحدى الوزارات (في حصول حكومته على الثقة) لكي يقوم من هم في سدة المسؤولية في تنفيذ رغبات آولئك في تعيين أصدقاء لهم)
    وهو ما نخشاه في عملية اختيار رؤساء الجامعات وهذا الكلام ما قلناه ويقوله الكثير من الاكاديميين في مختلف الجامعات الاردنية بعيدا عن خطط واستراتيجيات الجامعات والتي تتغير بتغير الرئيس وهو ما تعانيه بعض الجامعات الاردنية التي يتم تفريغها بمعدل كل سنة رئيس وما ان يتعود العاملون في الجامعة على اسلوب وسيلسة الرئيس حتى يتم تغييره لاي سبب كان وهو ليس موضوعنا ولكن موضوعنا هو التراجع الذي يصاحب هذا التغيير وخصوصا ان كانت عملية التكليف برئاسة الجامعة نابعة من ضغوط نوابية او عشائرية او محسوبيات لا ترقى الى مهنية الموقع والتي ترتكز على تهديد بحجب الثقة او بالتضييق او غيره وكان هذا المنصب هو تشريف لفلان او لعلان وليس تكليف لان هذا المنصب يحمل مسؤولية تجاه نخبة رفيعة من المجتمع يتنافس لشغله ذوي الكفاءة العالية والذين يضعون خطط يحاسبوا عليها بنهاية مددهم ويقيموا دوريا ولكن هيهات نرتقي الى حجم المسؤولية والترفع عن طلب المناصب والنظر اليها من منظور الامانة التي نحاسب عليها في الدنيا والاخرة.
    ارجو ان لا يتم تعيين اي رئيس لجامعة الا استنادا الى كفايته الادارية الاكاديمية منها والادارية

  • 14 مطلع 03-12-2011 | 08:51 PM

    اصبت د.محمد...ان وضع التعليم العالي والجامعات في الاردن سيئ جدا..والسبب معروف وكما اشرت..فهؤلاء الذين احتلوا المواقع العليا في الجامعات بوجه غير شرعي...وصلوا الى هذة المواقع بالواسطة والمحسوبية والعشائرية وغيرها..فاذا كان هذا وضع القائمين على التعليم العالي والجامعات فيمكنك ان تتنبأ بوضع الطلبة والمخرجات..

  • 15 احمد 04-12-2011 | 03:44 PM

    نعتذر

  • 16 محمد 07-12-2011 | 08:24 PM

    قال لقمان لابنه
    يا بني ! نقل الصخور من مواضعها أيسر من إفهام من لا يفهم
    بس هات بفهم


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :