ثوار اليمن يرفضون المبادرة الخليجية ويؤكدون مواصلة تظاهراتهم في جميع ميادين وشوارع صنعاء والمدن الاخرى حتى اقصاء الرئيس علي صالح عن سدة الحكم نهائيا ومحاكمته .. ويرى ثوار اليمن ان المبادرة الخليجية كانت منذ البداية ولا تزال معنية بانقاذ نظام الرئيس علي صالح من ازمته والابقاء عليه رئيسا لليمن .. ثم تطورت المبادرة لتجنيبه التعرض لمحاكمة الثوار .. اي ان المبادرة الخليجية قد انحازت منذ البداية للرئيس صالح ولم تول اهتماما بمطالب الثوار الشرعية والعادلة .. مما جعل الثوار يعلنون انهم في حل من هذه المبادرة وفي حل من الوساطة الخليجية.. فهم لم يتخلوا عن مطلبهم بتنحية الرئيس صالح عن سدة الحكم ثم الحرص على محاكمته ومحاكمة طغمته الفاسدة ..

لقد لوحظ ان معظم الدول العربية مثل الدول الغربية ليست مع سقوط نظام صالح وان كانت مع اجراء بعض الاصلاحات غير الجوهرية في البلاد ..وهذا الموقف العربي والغربي يعود الى كون نظام صالح يدور في الفلك الاميركي .. ولكونه داعما بقوة للسياسة الاميركية في ما يسمى مكافحة الارهاب في المنطقة وقد قدم نظام صالح خدمات عسكرية واستخباراتية مهمة للولايات المتحدة على هذا الصعيد ..

لقد سقط آلاف الشهداء وعشرات الالاف من الجرحى من ابناء اليمن على ايدي قوات الامن وقوات الجيش اليمني المواليةللرئيس صالح .. ومع ذلك ظل الرئيس صالح محظيا ومؤيدا من قبل الدول الخليجية ..

ولم يتعرض يوما لما تعرض له نظام بشار الاسد في سوريا ونظام القذافي في ليبيا من حملات اعلامية ومن حملات تنديد وادانة وعقوبات اقتصادية وسياسية وتجارية في الجملة .. وهما يستحقانه فعلا ولربما اكثر منها..

وهنا نقول ان اذعان معظم الدول الخليجية وغيرها من الدول العربية لارادة واشنطن والعواصم الاوروبية الكبرى قد دفعها للمشاركة او للقبول ب او السكوت على الغزو ثم الاحتلال الغربي الاستعماري للعراق الشقيق ..

واخشى ما نخشاه ان تندفع هذه الدول العربية للقبول ب او السكوت على ولربما المشاركة في حرب عدوانية استعمارية غربية مدمرة على سوريا وعلى دول الجوار السوري ولربما على دول ابعد في المنطقة كايران مثلا .. و ذلك تحت شعارات الحرص على نشر الديمقراطية والحريات العامة والمساواة واحترام حقوق الانسان والتعددية السياسية وتداول السلطة ..

وهنا نتساءل :لماذا تحرم بعض شعوب الدول العربية من الديمقراطية والحريات العامة ومن العدالة والمساواة ومن التعددية السياسية ومن تداول السلطة في صمت القبور ؟!..

ولماذ تغض الدول العربية والغربية النظر عن هذه الحقيقة وتركز على دول اخرى كمصر وسوريا مثلا؟!..
ان سياسة الكيل باكثر من مكيال هو الظلم بعينه والظلام الذي قد تغرق فيه المنطقة.. على اي حال ان رياح الربيع العربي تهب في جميع الاتجاهات .. وستنهض جميع شعوب المنطقة لتحقيق تطلعاتها واهدافها ونيل حقوقها .. والربيع العربي لن يفرق بين زيد وعمرو..