مواسم الثقة .. بقلم الدكتور نبيل الشريف
29-11-2011 12:46 PM
هاقد أطل موسم جديد من مواسم الثقة النيابية للحكومة بطقوسة الرتيبة المعتادة، وهو الموسم العتيد الذي يتيح لنا فرصة الإستماع مجددا الى معلقات طويلة من النقد اللاذع للحكومة تعقبه في أغلب الأحيان كلمة "ثقة " تنطقها نفس الشفاه التي وعدت بالويل والثبور وعظائم الأمور !!
وفي الحقيقة ، فإن بإستطاعة أي متابع أن يهجو هذه المواسم بالشكل الذي يراه مناسبا، ولكن عليه الأينسى في غمرة حماسه أن لهذه المواسم – رغم رتابتها وخطاباتها المعادة – ميزة لاتعلوها ميزة بالنسبة للمناطق الفقيرة و البعيدة عن دائرة الإهتمام الحكومي، فمواسم الثقة هي الفرصة الوحيدة التي تكون فيها الحكومات مستعدة لتقديم الدعم المستحق للمناطق المحرومة دون تحفظ .
ولعل هذه الصفقات الجانبية التي تلبي فيها حاجات المناطق المحرومة من الإهتمام الحكومي هي الأمر الوحيد الذي ينفع الناس من مواسم الثقة التي أصبحت تهل علينا بكثافة غير معهودة في الفترة الاخيرة . فقد شهدنا ثلاثة من مواسم الخير هذه في عامنا هذا الذي لم ينقض بعد .
سيقول مترفو النخبة السياسية أن هذا كثير ، وأن الحياة السياسية يجب أن تستقر لكي تستطيع الحكومات الإنجاز . و هذا صحيح في بعض جوانبه ، ولكن علينا الأننسى أن مواسم الثقة المتلاحقة هذه تجعل الحكومات أقرب إلى نبض الشعب وأكثر ميلا للإستحابة إلى طلبات الناس الحقيقية والملحة .
ولولا مواسم الثقة هذه التي يزداد فيها هيام المسؤولين فجأة بكل بقعة من تراب الوطن ، فكيف يمكن للمناطق المحرومة أن تلقى الحد الأدنى من الإهتمام ؟
إن هذه المناسبات الموسمية التي غدت مشهدا كثير الحدوث في الشهور الأخيرة تشكل فرصة ذهبية لحصول اصحاب الحقوق على حقوقهم ولإيصال الخدمات الملحة للمناطق الفقيرة ولتنفيذ الوعود التي قطعت ولم يتم الوفاء بها .
ليقل من شاء في هذه المواسم ما يشاء ، ولينتقد المنتقدون تعطيلها للحياة السياسية ، وليوجهوا سهامهم لرتابتها وكلامها المعاد ، ولكن عليهم الأينسوا أن لهذه المواسم الضارة ربما( في بعض جوانبها) بواقعنا السياسي مزايا وحسنات لاتعوض ،فهي التي تجبر المسوؤل إجبارا على الإنصات لشكاوى الناس وتفرض عليه فرضا أن يتعرف عن قرب على أوضاع المواطنين ومشاكلهم والإستجابة الفورية لحاجاتهم الملحة التي لايمكن أن تحل إلإ في مثل هذه الظروف والأحوال .
وإذا كانت مواسم المطر غدت متباعدة وشحيحة الهطول ، فإن مواسم الثقة أصبحت وفيرة وهي ماتزال تنهمروعودا ..وخيرا مدرارا..فحمدا لله على نعائمه .
** المقال خاص بـ وكالة عمون الاخبارية