رمضان والفجل والبصل وإسرائيلحلمي الأسمر
14-09-2007 03:00 AM
جاء رمضان ، مرحبا به ، هناك سلع معينة سينتعش سوقها: المخللات ، قمر الدين ، التمر ، وكثير من اللحم بأنواعه الحمراء والبيضاء (لمن لديه الملاءة المالية طبعا ، فشراء كيلو لحم بلدي يحتاج لملاءة مالية.. عجبي،) وإضافة لتلك السلع سيكون البصل والفجل حاضرا على موائدنا ، كون هاتين السلعتين أستراتيجيتين لتحريش المعدة وتحرضها على مزيد من الأكل، الفجل والبصل بالنسبة لنا ، هما مجرد مادتين للقضم والابتلاع ، بالنسبة لإسرائيل لهما معنى آخر ، كتب أحدهم منذ أيام في صحيفة عبرية يقول: في ذروة الانتفاضة الاولى في أواخر الثمانينيات حاولوا في جهاز الدفاع ايجاد دواء ناجع ملائم: وضع العراقيل أمام الامدادات الغذائية للمناطق (المحتلة طبعا) خصوصا لمنطقتي الخليل وبيت لحم. الافتراض والأمل كانا أن يضغط المواطنون الجائعون على التنظيمات "الارهابية" للتوقف عن عملياتها. الحوانيت فرغت من البضائع والمنتوجات ، رويدا رويدا. وكانوا في "طاقم المناطق" في وزارة الدفاع (الإسرائيلية) ، كان ذلك الطاقم الذي كان يجتمع اسبوعيا من القادة الأمنيين الساعين الى انهاء الانتفاضة ، يشعر بالرضى .وعندئذ أصدرت قيادة الانتفاضة تعليماتها للمواطنين: "فلتبدأوا في زراعة البصل والثوم في باحات المنازل والاراضي الفارغة". اذا لم تخن الذاكرة فقد استقبل "طاقم المناطق" في وزارة الدفاع هذا الخبر- فلنقل ذلك بحذر - بالسخرية والاستهزاء. الفًجل ليس سلاحا متعارف عليه في الحروب بين الشعوب. اسحق رابين وحده الذي كان وزيرا للدفاع في تلك الايام ، بدا أكثر قلقا وأنب الضاحكين والساخرين: "البيان الداعي الى زراعة البصل في الباحات يشير الى الاصرار والعناد في مواصلة الكفاح ، والاستعداد لتقديم الضحايا ، والى أن المعركة ستكون طويلة".
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة