خلال زيارته لرام الله ومباحثاته مع الرئيس الفلسطيني أكد الملك على دعم الاردن لوحدة الشعب الفلسطيني الشقيق ولجهود تحقيق المصالحة الوطنية بين حركتي فتح وحماس والتي تؤسس لوحدة الموقف الفلسطيني..وهذا التحرك الذي يقوم به جلالته في رام الله وفي العواصم الغربية وبخاصة في واشنطن ولندن إنما يعكس حرصه على دفع الدول الغربية الكبرى إلى ممارسة ضغوط كافية على اسرائيل للقبول باستحقاقات السلام ووقف عمليات الإستيطان التوسعي في القدس الشرقية وفي الضفة الغربية..
وإذا لم تمارس العواصم الغربية هكذا ضغوطا على اسرائيل فإنها ستفقد دورها في عملية السلام ولربما تعرض مصالحها في المنطقة للخطر..
ولا يخفي جلالته أنه سيقود تحركا دبلوماسيا نشيطا وواسعا لإعادة الإهتمام الإقليمي والدولي بالقضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية وجوهر الصراع العربي - الإسرائيلي في المنطقة..وتأتي زيارة جلالته للأرض الفلسطينية تعبيرا حازما وشجاعا عن موقف الأردن مما يجري على أرض فلسطين وعلى الساحتين الإقليمية والدولية..ففي هذه الزيارة كانت رسالة الملك للشعب الفلسطيني ولفصائل المقاومة بدون استثناء أن الأردن معهم..
وأن لديه الإستعداد التام لدعم النضال الوطني الفلسطيني بكل قوة وصولا إلى استعادة الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة على حدود « 4 حزيران 1967 « وعاصمتها القدس الشريف..وكانت رسالة جلالته إلى اسرائيل بجميع أحزابها في الحكم وفي المعارضة أن عليها الإلتزام باستحقاقات السلام على أساس قرارات الشرعية الدولية بدون مراوغة أو مماطلة أو السعي لشراء الوقت وبمنأى عن أوهام مريضة بأن الأردن يمكن أن يكون وطنا بديلا للشعب الفلسطيني..
فالاردن ليس المنطقة الرخوة التي يمكن ان تمرر اسرائيل خططها الحمقاء عليها.. والاردن كما اثبت على امتداد تاريخه انه ذو ارضية صلبة وعصية على محاولات اختراقه..
ثم ان الاردن وكما اكد الرئيس محمود عباس هو للشعب الاردني وان فلسطين للشعب الفلسطيني.. اما الشعب الفلسطيني المؤمن حتى الاستشهاد بحق العودة فلن يقبل بديلا لوطنه بجميع مقدساته الاسلامية والمسيحية.. اما الاردن قيادة وشعبا فسيطيح بجميع احلام العنصريين الصهاينة واوهامهم المعشعشة في رؤوس قياداتهم الخربة..
وان مصر مبارك التي قامت بتبرير سياسة اسرائيل العدوانية وتواطأت مع عدوانها على لبنان في العام (2006) وعلى قطاع غزة في العام (2008) لن تكون بعد اليوم الا في خندق امتها العربية والى جانب الشعب الفلسطيني في استعادة اراضيه وحقوقه المغتصبة..والصحافة الاسرائيلية تعترف بكل صراحة بان قادة اسرائيل وقادة احزابها مرعوبون حتى الموت من نتائج رياح الربيع العربي..
المهم ان زيارة الملك الى رام الله قد شددت على ضرورة المصالحة الوطنية الفلسطينية واكدت على وحدة مواقف الشعبين الاردني والفلسطيني..كما اكدت على وحدة الجهود الاردنية الفلسطينية لحشد التأييد الدولي من اجل انتزاع عضوية كاملة للدولة الفلسطينية في الامم المتحدة تمهيدا لاجبار اسرائيل على الالتزام باستحقاقات السلام قبل ان تعصف بها رياح الربيع العربي وتجعلها اثرا بعد عين.. والمهم ايضا ان الملك قد وجه صفعة قوية لخطة نتنياهو ولعصابته الفاشية..

(الرأي)