الطيور تهاجر لكي لا تموت ..
13-09-2007 03:00 AM
عمون - المغرب - كتب هشام بن الشاوي
1
مقهى شعبي .على الشاشة الصغيرة شخصية سياسية معروفة.. يتحدث بطلاقة..هو الرجل2لليسار أصلع على مشارف60..
- كذب الساسة ولو صدقوا..
- اليسار يطمح إلى تجربة 2مبررا أخطاء فشله الأول..
حوار بين رواد المقهى.2
يتوقف صاحبنا أمام كشك مجاور.. صورته تتصدر صفحاتها(الكاتب الكبير..عودة الطائر المهاجر...محمد الكاشف...الخ)+ نبذة عن العفو الملكي/المصالحة التاريخية/ترسيخ أسس دولة الحق والقانون...
العودة بناء على طلبه رؤية أمه وهي على فراش الموت..أربعيني بلحية مشذبة بعناية ..يسمع صوتا قديما يعرفه ..ترن كلماته في أذنه..انه الأصلع المعروف بانتهازيته..= لن تجعل من الأرض سماء8...=يتمنى تحطيم الجهاز.
3
مونولوغ..= الطيور تهاجر لكي لا تموت ... وانا هاجرت حتى اكتب بحرية الحقيقة للناس..فخسرت كل شيء.. مسك الختام..كل أجهزة الاستخبارات تريدني حيا أو ميتا..
يعود الناس من مطارح الغربة مثقلين بالهدايا ...وأنا لا احمل غير حقيبة تحوي ملابس تزهد في الزينة و بضع روايات لكتاب أحبهم حتى الكراهية.. يمكنكم أن تصنعوا لي تمثالا من دهب أو تتبولوا على قبري بعد مماتي=.
4
من البرج المتلصص على المدينة.. مكتبه الفخم .. كرسيه الدوار..الاصلع يتلفن من الهاتف المحمول..الو..حبيبي ..صاحبنا وصل/نعقد اجتماعا طارئا/ساتصل بالباقين../لابد ان نحميه من شر نفسه..باسم المصلحة العليا للوطن..
5
فيلا فخمة ..حديقة غناء..جو احتفالي..نساء فاتنات..المتمرغون في حضن السلطة من المدعوين يتحدثون عن عودة الكاشف المفاجئة ..وحكمة النظام في السماح له بذلك..في مثل هكذا ظروف..النساء غارقات في نميمة أنثوية جدا جدا...
6
لقاء مغلق ..لا نعرف مضمونه ..على الطاولة جرائدهم ترحب ب...//سياسة في سياسة//
على الشاشة ..الأصلع يكاد يتشاجر و غرمائه السياسيين..هم نفسهم رفاق الاجتماع... يطفئ التلفزيون بالة التحكم عن بعد..وينفض الاجتماع.
7
فلاش باك.. في يفاعتهم السياسية..الأصلع وقبل أن يفقد مقدمة شعره..في اجتماع جماهيري ..يصرخ في وجهه صاحبنا..متهما اياه بالمكر الماكيا فيلي ..يرد عليه..من سمح بوجود عميل شيوعي بينكم..عوام الناس لايفقهون شيئا من معاني التهم .. يساندون زعيمهم المفوه ..في سورة غضبه يهم ان يرميه بطماطم متعفنة..ينقض عليه العوام ..هراوات و احذية ثقيلة .. يلقى في جوف السيارة مغمى عليه.
8
هائما على وجهه المارة يحدقون فيه ..يعرفونه من صوره على الجرائد.. قليلون من يرحبون به. وببرود.. منظره يثير الرثاء..لايضع ربطة عنق ولا تسبقه رائحة عطره.. =هو المتصعلك القديم في حانات اوربا=..
تتربص به سيارتان..الشر يوحد بين ركابهما..
ملتحون/قيل لهم انه ملحد وإباحي/...شيك على بياض من الأصلع..لان صاحبنا الكاشف يعرف ...ما يمكنه ان يدمر مجده السياسي..
السيارة الأخرى..شلة حشاشين..فضحنا في اوربا مقابل دولارات يسكر بها..انكم ابناء زنا وقوادو امهاتكم واخواتكم..شيك من الوجه الاخر للاصلع..غريمه..
الملتحي..عدو التجربة الديمقراطية قادم..
يقهقهون.
9
زهو داخلي..يرنو الى زرقة البحر ..ينزاح جبل هموم من فوق كاهله..عاريا الا من حب الوطن .الوط..الو ..............................................
10
حي شعبي ..قذارة..عهارة...انحراف..فضول الجارات/الاسطح. العتبات//غريب في الحي ..يسمع خطوات من خلف الباب ..تفتح الصغيرة..يندهش..صورة طبق الاصل من امها في صباها..ينحني لاحتضانها..تبتعد ..لا تعرفه..تساله امها بجفاء
- ماذا تريد بعد..امك وقتلتها...
//ماتت كمدا على اخر العنقود.وهو سائح في المعتقلات//
- لطيفة..
- لا تنطق باسمي على لسانك..
تغلق الباب في وجهه.. متجهمة..الصغيرة تسأل ببراءة..من هدا الرجل يا ماما..ولماذا تبكين .. الم يمض على موت جدتي شهور...
11
في غاية التعاسة..يجر قدماه..لاول مرة يحس برغبة في البكاء..الاخوة تبرؤوا منه مذ ابتلي بالسياسة.. يعاملونه ككلب أجرب...+الوطن ضاق بأحلامه.. الام الحقيقية..تنفيه...لم تكن مجرد أخت تكبره بعامين../لطيفة/تحميه من عقاب الأم التي لم يحس باية مشاعر دافئة اتجاهها..
12
فلاش با ك /مونولوغ..
=كنت مغرما بكتابة الشتائم ورسم اشياء بديئة..اهديها الى اهالي حينا..على جداربيت مهجور..كنا نتسلى بالتبول عليه لطرد الذباب ..بينما اقراني يكتبون اسماء حبيباتهم الصغيرات تحت الكلمة الخالدة..احبك.. =
13
شارع كبير.. كشك..يتصفح جريدة اجنبية..يحس بالجوع ..يفكر في ان يراسل الجريدة من وطنه..لايستطيع شراءها..دراهم تكفي لسد رمقه..السيارتان ما زالتا تتبعانه..
فرملة على الطريقة السينمائية..راكبي السيارة رجلان اشقران يتحدثان بانجليزية امريكية اللكنة..شيء يلمع خلف الزجاج..بمهارة يدير عجلة القيادة..في منتصف دورتها تنطلق رصاصة بلا صوت..
طبعا لا احد يعرف انهم القتلة.. موسيقى صاخبة من السيارة للتمويه..رجل من فوق سطح عمارة يراقب السيارتان وهما تنسحبان .. بالمنظار..يتحدث الى شخص ما عبر الهاتف المحمول.. الناس يتجمهرون..من بينهم اخته وصغيرتها..اخته تبكي على صدره..
14
زمن اخر..الاصلع في سيارته..الحكومية متجها الى الوزارة- بصوت خارجي-نسمع خطابه الاخير بوعوده الوردية..(كلها اكاذيب سياسية) ومن مقعده الخلفي ..نسمع الة تصوير تطقطق.. تلتقط صورة تاريخية..يظهر في خلفيتها..كهل بوحه مكدود..يكافح بساقيه من فوق دراجته الهوائية المتهالكة..وعثاء الطريق/الحياة/المجهول.....حبيبنا يحكم ربطة عنقه .ويرسم على وجهه..تكشيرة..تليق بالمقام...........
لا يفكر حتى في ان يلتفت ...
ينسى كل وعوده و و ...
من عثر على ما يشبه القصة في هده السطور .يلملم شظاياها ويبعث بها الي مشكورا.....على العنوان الالكتروني التالي..