أحيانا كثيرة تجد نفسك تتحدث في قاع واد ، لا تسمع سوى صدى صوتك ، لذا ، تصاب بالوهن مؤقتا .،
في لحظة ما تذكرت قصة ما ، سوف اقرأها عليكم : كان الأسد ، ملك الغاب ، جالسا وحده في الغابة ،وحيدا ، متعبا ، ملولاّ ، فإذا بالثعلب يبرز فجأة أمامه، بعد سلام ورد سلام ، عرف الثعلب أو كما يسمى ( واوي) أو (ابو الحصين ) ان الأسد متعب من الوضع الراهن ، ووصول الساحة المحلية للغابة، الى وضع يبكي .
فما كان من ( الواوي ) إلا أن قام بمدح الأسد ، والثناء عليه ، وتذكيره بمنجزاته ، فتهللت أسارير الأسد ، وحاول أن يفرد عضلاته متثاقلا ، فما كان من الواوي إلا ان إقترح على الأسد أن يتسلى الإثنان بلعبة ما ، فوافق الأسد على الفور ، وهنا جاء الواوي بحبل ، مقترحا أن يربط الأسد ويرى مدى قدرته على التخلص من الحبل ، ثم بعدها يربط الاسد الواوي ، وهكذا ، فوافق ملك الغاب ، حيث قام الواوي بربط الأسد بحبل ، حتى اذا ما اشتد وثاقه ، وقام يتلوى ، نادى على الثعلب قائلا : أنا استسلمت ، الوضع متأزم ، حلّ وثاقي ، فما كان من الواوي ، سوى إطلاق الصرخات والقهقهات واللفات والدورات ، ليطلق العنان لأقدامه ، موليا تاركا الأسد في حيرته ومشكلته .
وبعد فترة وإذ بالأرنب مارا من أمام الأسد ، الذي لا يحسد على عيشته ، فرأى الأرنب ما رأى ، فولول وبكى ، ودعى لله وشكى ، ثم اقترب من عظيم الحيوان ، ليسأله : ما الذي جرى معه ، فما كان من الأسد إلا أن قص الرواية الرسمية للأرنب ، فأفأف الأرنب ، وقدم على الفور مساعدته ، للحل ، فوافق الأسد على الفور أيضا ، فقام الأرنب بقضم الحبل الذي ربط به الأسد وأعاقه ، حتى مرت سحابة عصر ذلك اليوم ، لينتهي الأرنب من مهمته ويخلص الأسد من ورطته ، وقبل أن يلتفت الأسد للأرنب شاكرا له جهوده المباركة ، أطلق قوائمه للريح ، هاربا من الغابة وشعبها وكل مافيها .
وفي طريق خروجه الى المنفى الاختياري ، توقف عند جدول للشرب ، فرآه الحمار ، فسأله: شو .. وين يا زعيم ؟
فرد الأسد : تارك إلكم الغابة باللي فيها
رد الحمار مستنكرا : ليش يا كبيرنا
فقال الأسد : عمي ، أرض فيها الواوي يربط ، والأرنب فيها يحل ، ما فيها قعود !
كل عام وأنتم بخير وصحة وسعادة ، بمناسبة حلول الشهر الفضيل ، إعاده الله عليكم بالخير والبركة والإنعتاق من قيود الثعالب والأرانب .
royal430@hotmail.com