جاء شهر الرحمة والبركة والخبر، جاء شهر رمضان الكريم، جاء شهر التقرب الى الله والدعاء والاستغفار من الذنوب، جاء الحق وزهق الباطل.
جاء من يذّكر الأغنياء بجوع الفقراء، ويمسح بيده على رؤوس الثكالى واليتامى والمحرومين.
جاء يزورنا فرداً فرداً، ليخفف عنا عبء الحياة الثقيل، ويعلمنا ان الحياة ليست طعاماً ونساء، بل أسمى من ذلك بكثير.
جاء ليقول لنا: كفا قتال وتناحر بين الأخوة على ملك زائل ولله الملك الذي لا يزول.
جاء ليقول: إن أكرمكم عن الله أتقاكم، صدق الله العظيم.
ليس أغناكم او أكثركم جاهاً وولداً ومالاً، فكثير من أعزاء الدنيا هم أذلاء الآخرة، فكرم الله أفضل بكثير من كرم العبد.
جاء ليقول: ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، ارحموا ضعيفكم، وأنصفوا مظلومكم، وأعيلوا فقيركم، وساعدوا كبيركم.
لم يأتي شهر رمضان ليفرح بموائدكم ولا بسهراتكم ولا ببذخكم الزائد، ولا بسهركم على التلفاز، ولا بطابور الناس على محلات الحلويات، بل جاء ليفرح بتكافلكم ووحدتكم وتراحمكم فيما بينكم وبعبادتكم وتقربكم من الله والرجوع عن خطاياكم.
جاءكم زائر بثلاثين يوماً، فأحسنوا استقبال الضيافة، وأعطوه حقه فيما أتى.
وكل عام وانتم بخير،
إبراهيم رقبان
بيت لحم –فلسطين
Ibrahimraqaban67@yahoo.com