بعد الربيع العربي اصبح تفكير العقلية السياسية والامنية في بلدنا محصورا باتجاه وحيد وهو تنفيذ كل شيء في سبيل: لا "تولع"!
فنجد ان اجراءات الدولة المتعلقة بتسيير الحياة العامة لم تخل من ذلك التاريخ من لمسات"الطبطبة" و"الحنان" الزائد, بل ذهبت الى ابعد من ذلك عندما اصبحت تسابق الريح في الرد السريع على المطالب الناتجة عن الاحتجاجات الشعبية وتلبية معظمها.
في الصباح الباكر: تقرأ خبرا عن اغلاق طريق رئيسي بحرق "الاطارات" للمطالبة باعادة اراض تم تسجيلها لاحدى الشركات..
في ساعات الظهيرة: تقرأ خبرا ان الحكومة تدرس موضوع تلك الاراضي وخلفياتها لايجاد حل مناسب لها..
بعد صلاة العصر: تقرأ خبرا ان الحكومة تقرر اعادة الاراضي لخزينة الدولة ليتم بعد ذلك توزيعها على المواطنين في وقت لاحق.
اذا الحكومة تجتمع وتقرر وتسحب تسجيل اراض وتعيدها لخزينة الدولة وعجل "الكوشوك" لم ينطفأ في الشارع بعد.
قد يعتقد واحد "اهبل" ان تلك الاجراءات الحكومية هي مدعاة للفخر والاعتزاز طالما ان الحكومة أصبحت أكثر مرونة وسرعة في خدمة المواطنين وانها اصبحت فعليا تكافح الفساد.. نقول لذلك "الاهبل": لا تذهب بعيدا في احلامك فقط راجع الحكومة بمعاملة انشاء "حفرة امتصاصية" لمنزلك وستلاحظ ان دمك "سينحرق" لا بل"سينشعط" ومعاملتك لم تحرك ساكنا بعد.. فحاسة الشم الحكومية لا تستجيب في هذه الايام الا لدخان "الشوارع"!
لو شاهدنا الحكومة تتحرك ولو لمرة واحدة من تلقاء نفسها دون دافع "الكوشوك" لمعالجة أي اختلال يحصل هنا وهناك.. لما تجرأنا ان نسأل برسم الخوف والقلق وحب الوطن.. هل صحيح كل هذا الحنان علشان ما "تولع" ولا في هدف ثان?! .
(العرب اليوم)