الوزراء إذ يتظاهرون مع الجماهير
ماهر ابو طير
20-11-2011 03:12 AM
لدينا هنا اسلوب جديد في الاردن شهدناه اكثر من مرة، خروج المسؤول الحكومي للتظاهر مع المتظاهرين، وهو بهذا الاسلوب يريد ان يقول انه يتضامن مع مطالب الناس، لكنه يتناسى امراً هاماً.
الوزير جزء من السلطة التنفيذية، وعليه بدلا من ان يتضامن مع المتظاهرين عبر مشاركتهم مسيرتهم، ان يذهب ويُحقق طلباتهم، لان المتظاهرين يوجهون رسالتهم للحكومة وللوزراء، فاذا تظاهر الوزير ايضاً، فالى من يتم توجيه الرسالة بهذه الحالة؟!.
حسين مجلي، إذ كان وزيراً، اعتصم مع الذين يعتصمون للمطالبة بالافراج عن احمد الدقامسة، وهذه رسالة رقيقة ولا تخلو من موقف سياسي، بيد ان المطلوب من الوزير الافراج عن الدقامسة يومها، لا التظاهر مع المواطنين، مشهراً عدم قدرته، مُحمِّلا غيره المسؤولية.
المواطن يشكو من المسؤول، وفي هذه الحالة يكتفي المسؤول بتطييب خاطر المتظاهر والخروج معه، فالى من يشكو الناس في هذه الحالة اذا كان ذات المسؤول المشتكى عليه، يعتصم معهم، فيما الشعار ذاته موجه الى المسؤول!!.
سرت معلومات قبل يومين عن مشاركة محتملة لرئيس الحكومة، في مسيرة وسط البلد، وخرج وزراء ونفوا المعلومة، مؤكدين انهم مع المسيرة روحياً، وهذا سلوك راقٍ لا يكتمل الا بالتعامل مع طلبات المتظاهرين، بدلا من اشهار التفهم، دون رد فعل تنفيذي.
المرحلة صعبة جداً في البلد، ولا يتم حل المشاكل عبر اساليب رقيقة لا تضر ولا تنفع، وهي اساليب يراد منها امتصاص الغضب، واظهار المعارضة ومن في السلطة التنفيذية باعتبار ان الجميع، في سلة واحدة، شركاء في الهم.
فعل خيراً رئيس الحكومة، بأنه لم يقع في هذا الفخ، اي التظاهر مع المتظاهرين، لانه رئيس الحكومة، التي يوجه المتظاهرون رسائلهم اليها، ولو خرج مع المتظاهرين، لتبدى السؤال حول من سيحل مشاكلنا، ما دام الرئيس، الذي بيده الحلول، يشكو معهم حظ البلد؟!.
المواطن يتظاهر، والمسؤول يتفلت من اجل ان يتظاهر، ايضاً، فمن اين نحضر مسؤولا يحل مشاكلنا؟!.
(الدستور)