بمثل ما تنتقد أي إدارة جامعية إذا ما تجاهلت مطالب طلبتها، فمن حقها أن تشكر إذا بادرت لحل مشاكل الطلبة ومساعدتهم لتجاوز التحديات التي يواجهونها، والشكر هنا يجب ان يوجه لرئيس الجامعة الهاشمية بالوكالة الدكتور كمال الدين بني هاني على محاولته -قدر استطاعته- معاينة مشكلة مجمع انطلاق حافلات الطلبة في الجامعة، وهي مشكلة طرفها الاول ليس الجامعة، ولكن الحكومة بكل اجهزتها، ودون الاعتراف بذلك تصبح الجامعة والطلبة معاقبين على اختيار ذلك الموقع للجامعة، في حين اننا نتغنى بأن الجامعات هي أفضل وسيلة لتنمية المجتمعات؟.

في جولته على موقف باصات طلبة الجامعة استمع رئيس الجامعة الهاشمية بالوكالة لملاحظات العديد من الطلبة الذين عرضوا للمشكلات التي تواجههم يومياً، فمطالبهم معقولة، وهي باتت تشكل أرقا للطللاب ولإدارة الجامعة لأنها لا تحتاج إلى حلول آنية بل لحلول جذرية وحقيقية لمعاناة مستمرة مع المواصلات، والغريب أن يكون الحل فقط في زيادة عدد الحافلات بما يتناسب مع زيادة أعدادهم وتقليل فترات الانتظار الطويلة وزيادة الرقابة على الشركات الناقلة لعمل الصيانة الدورية وفي ذلك ضمانة للسلامة واجواء افضل ولائقة بطلبتنا الذين هم قادة المستقبل.

واقع الأزمة واضح انه سخيف، ويتطلب من المعنيين في الحكومة ان يجرب احد ابنائهم رحلة من رحلات الطلبة بكل معاناتها، فلو كان الأمر صعوبة في الطريق او وعورة لقلنا أن هناك انفاقا ومعضلة حقة تستدعي كل ذاك الـتأخير، لكن الامر لا يستدعي الكثير من العناء والجهد، إلا مجرد تكثيف للرقابة وتغذية بالحافلات لتتناسب وساعات الذروة عند انطلاق الطلبة.

الجامعة الهاشمية لم تقصر في المتابعة، وللانصاف، فان الأمر يقتضي ان نعترف بانها تحاول تقليل معاناة الطلبة وقد كُشف عن عزم الجامعة على دراسة حلول ابتكارية تقوم على جدولة مواعيد المحاضرات من خلال تقليل عدد أيام حضور الطالب للجامعة ما يساهم في التخفيف من مشكلة المواصلات بالإضافة إلى ما تقوم به الجامعة حالياً من إنشاء مجمع جديد في شمال غرب الجامعة وهو في مراحله الأخيرة بحيث يخفف الضغط عن المجمع الجنوبي الحالي الذي يشهد أزمة متوالية.

المهم، هناك طلبة يعانون من سوء الخدمة، ومطلوب منهم الحضور على وقت المحاضرات، ومطلوب منهم ان يتحملوا الظرف وامكانيات الشركات الناقلة، ومطلوب من الجامعة ان تتابع وإذا ملت أو تعبت نكون نحن أول من يلومها في الإعلام. ولكن، للآن لم نسمع ما ينهي المعضلة او يحقق حلا جذريا من طرف وزارة النقل او هيئة تنظيم النقل، وكان الله في عون إدارة الجامعة التي تقع في هذه القضية بين مطالب الطلبة العادلة ومماطلة الحكومة غير المبررة بكل اجهزتها.

فنحن كثيرا من ننتظر وغالبا ما نصحو على مصيبة او كارثة مرورية -لا قدر الله- بسبب سرعة باص الطلبة او اكتظاظ الركاب فيه، وهو ما لا نريده مطلقا لطلبتنا الأعزاء في الجامعة الهاشمية.

Mohannad974@yahoo.com

(الدستور)