حراك المصالحة الوطنية المتمثلة في توافق حركتي حماس وفتح على استراتيجية واضحة وعلى برنامج نضالي صريح لمواجهة الاحتلال الاسرائيلي يراوح مكانه.. في حين ان اسرائيل تواصل بناء المستعمرات والوحدات السكنية على اراضي القدس الشرقية والضفة الغربية التي تبتلعها بصورة شبه يومية.. كما ان اسرائيل تواصل غاراتها الجوية على قطاع غزة فيسقط جراءها شهداء وجرحى.. وتواصل حملات الاعتقال والمداهمات في الضفة الغربية فتعتقل العشرات بصورة شبه يومية.. هذا هو المشهد المستمر في الاراضي الفلسطينية المحتلة الناجم عن توقف او تراجع الكفاح او النضال الوطني الفلسطيني والاكتفاء بانتظار تحرك من واشنطن او من اللجنة وعندما نقرأ في الصحف في يوم واحد العناوين: «شهيد و4 جرحى في غارة اسرائيلية على غزة» و«اعتقال 10 فلسطينيين في الضفة الغربية».. و«اللجنة الرباعية تدعو الفلسطينين والاسرائيلين لاستئناف في عملية السلام» و«تل ابيب تمدد تجميد اموال الفلسطينين» - و«عباس ومشعل يبحثان تنفيذ المصالحة».. و«فياض يدعو الفصائل الفلسطينية للاتفاق على رئيس وزراء جديد».. فماذا يمكن ان نستنتج..؟!
يمكن استنتاج ان القضية الفلسطينية تذبح على مذبح التراخي الفلسطيني، وعلى لا ابالية الفصائل الفلسطينية وعدم جديتها في التوصل الى برنامج نضالي جدي يزعزع امن الاحتلال الاسرائيلي ويجبر الحكومة الاسرائيلية وادارة باراك اوباما على التفكير جديا في خيار السلام وفي القبول باستحقاقاته...
ان تحويل القضية الفلسطينية الى قضية من الدرجة العاشرة على سلم اولويات اسرائيل والولايات المتحدة الاميركية والمجتمع الدولي لا يغيره سوى حراك فلسطيني شعبي وشبابي شجاع داخل فلسطين ويكون مستندا الى دعم عربي حقيقي يوقف عملية الابتزاز الاميركي والاوروبي لفرض سياسة استسلامية على القيادات الفلسطينية.. والا فان هذه القضية العادلة المركزية ستتآكل مع مرور الزمن وتهمش وتدفع القيادات الفلسطينية الى البحث عن خيارات بديلة للنضال الوطني والتخلي عن حق العودة.
وهنا تكون اضاعت قضيتها وعادت بخفي حنين... وهنا يجب ان نذكر بان ملايين الدولارات الاميركية الاوروبية التي تعرض القيادات الفلسطينية للابتزاز لن تقدم حلولا عادلة للقضية الفلسطينية.. بل انها وسيلة لشراء الوقت لصالح اسرائيل واطماعها التوسعية الاستيطانية في الاراضي الفلسطينية - كل الاراضي الفلسطينية...
لقد ثبت بالملموس ان تل ابيب وواشنطن ومعهما حليفاتهما لا تؤيدان اقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة على ارض ال « 1967»..
فلماذا استمرار الرهان الفلسطيني والعربي على الدور الاميركي وعلى دور ما يسمى باللجنة الرباعية المتواطئة مع اسرائيل..؟!


(الرأي)