نستقبل رمضان و نودع حكومة د.البخيت التي أمامها عشرة أيام فقط للرحيل عن مسرح السياسة الأردنية بعد هزات رحيل وزراء الصحة و المياه ، و تسريب الامتحانات ، و تلاعب في الانتخابات البلدية ،و تعامل فاشل مع موجة الصقيع ، و استقالة وزير المالية ، و مواجهة مع النقابات و من ثم مع التيار الإسلامي ، و ارتفاع الأسعار ، وتعيينات متواترة ومحسوبيتها ، و فشل سريع لمندوب الأردن في انتخابات الأمم المتحدة ، وغيرها مما كتب و لم يكتب عنه في الصحافة المحلية ، و لكن بات الرأي العام مهيئا لاستقبال الحكومة جديدة مع المجلس النيابي الجديد .منذ اليوم 12 أيلول 2007 و إلى 20 تشرين ثاني باقي للحكومة أربع و ستون يوما على الورق و لكن زمنيا فقط عشرة أيام.

أولا هنالك إجازات الجمع و السبت التي تصل إلى عشرين يوما ، و إجازة العيد الصغيربالاضافة إلى إجازة يوم الانتخاب بمعدل خمس أيام فيتبقى خمس و ثلاثون يوما .
ثانيا دوام الحكومة ثمان ساعات يوميا ،أي ثلث يوم من أصل أربع و عشرين ساعة ، مما يعني أن الوقت المستقطع مقابل ثلثي الوقت التي لا تعمل فيه الحكومة يؤدي إلى خصم ست و عشرين يوما ، فيتبقى للحكومة ثلاثة عشر يوما.

و إذا ما عرفنا أن هنالك ساعة يوميا تضيع في الطرقات و الازدحام و المكالمات الهاتفية، فان هذا يسمح بخصم ثلاث أيام من عمر الحكومة.

مما سبق فأن المتبقي للحكومة عشرة أيام عمل كاملة بلياليها .

ماذا يمكن للحكومة أن تنجز في عشرة أيام ما لم تقم به طيلة تواجدها في الحكم ؟.

ظروف الدكتورالبخيت تشابه رئيس الحكومة اليابانية الذي استقال اليوم بعد أن انتحر وزير ، و استقال آخر نتيجة قضية فساد ، وتتم ملاحقة آخر بسبب تهرب من الضرائب ، و استقالة وزير دون أسباب . تماما حدثت نفس نسب الاستقالات في حكومة البخيت .

تادموري اوشيما رئيس الوزراء الياباني الذي انتخب رئيسا للحزب الليبرالي الحاكم وانتخب رئيسا للوزراء في 26 أيلول 2006 استمع إلى رأي و استطلاع يوضح تراجع شعبيته فقرر أن يستقيل ، و نفس الشيء استمع إليه الدكتور معروف البخيت فقرر البقاء بأي ثمن .

بالأمس قال جلالة الملك بوضوح لقد طلبت من وزراء الحكومة أن يقدم كل منهم خطة عمل لوزارته و ماذا سيفعل فلم يتسجب احد باستثناء وزيرين ، و لم يتحرك رئيس الوزراء أو ينبت بشفه اويحاسب أي من وزرائه على هذا التقصير ، و اهتم بالحديث / كما اظهر التلفزيون الاردني في نشرة الثامنة مساء،عن أربعين ألف رأس غنم مستوردة من سوريا .

يبدو انه الأفضل أن نستورد رأس ياباني لعل تتحرك الفزعة لتلبية المتطلبات الملكية الخاصة بتحضير خطط عمل الوزراء ، او البحث في سوق الانجازات الاردينة عن القادرين من ابناء الوطن اللذين يفهمون عقلية ورؤية الملك ويتابعون النجاحات العالمية للدول في منظومة دولية متفاعلة و سريعة ، ويحولونها الى واقع ملموس في عصر السرعة اللحظية و زمن تقنيات الانترنت .

أزعجني " إلى حد ما" عدم تقديم الخطط المطلوبة من قبل الوزراء الأفاضل للملك رغم أن الأوامر و التوجيهات الملكية يجب أن تكون اولويه قصوى تسبق أي فكر آخر ، و لكن أزعجني أكثر غياب مقدرة بعض الوزراء عن القيام بتلك المهام، و هو ما سبق أن اشر ت إليه سابقا في عدم اختيار صحيح للوزراء. ولذا فهو غير متوقع أن يقدم منهم شيئا من أصله.!!!!

و لقد كان الملك قد المح إلى عدم المقدرة في الجسد الحكومي عندما قال بذكاء بالغ موجها حديثه إلى اعضاء الحكومة الراحلة قريبا، من يشعر انه لايستطيع تقديم ما هو مطلوب منه فليقدم استقالته اليوم ، فقد كان يشير إلى بقاء وزيرين قدما له الخطط و رحيل البقية.

يا ترى من هم الوزراء الذين قدموا الخطط للملك، و ماذا احتوت ؟.

وهل يستفد البخيت من استقالة الرئيس الياباني ام لا ؟

كل عام و انتم بخير.

aftoukan@hotmail.com