درعا أولا .. لغدٍ سوري بلا أسد
د.مهند مبيضين
15-11-2011 11:24 PM
عمون - كتب د. مهند مبيضين - بين أمن الوطن وأمن الرئيس وأمن الناس، يتضح كل يوم أن طريق الالتقاء غير ممكنة، هناك أمن الرئس يضرب الناس ويجز رقابهم كالخراف، حفاظا على دولة الطائفة من المؤامرة المزعومة، وكل يوم يتضح ان الأشقاء في "سوريا الأسد" لم يعرفوا بعد معنى ان يكون الرئيس أبا وأخا للناس، لكنهم لا يرونه إلا مبتسما على قولهم وقوله "الله وبشار وبس".
أمن الرئيس لا يريد أن يعي بعد معادلة الحكم، ولا يقبل إلا بزج سوريا نحو الجحيم، هكذا تنتحر الدول، ولأجل ذلك تطرب جوقة الرئيس وترقص على مشهد الشهداء الذين لا يرونهم إلا ذباح وقرابين لبقاء الأسد الذي قيل أنه خليفة الله في الأرض!!
هناك في دمشق التي ظلت بيت العروبة وقلبها، نجدها اليوم تئن من حماقة الحكم والسياسة التي لم تع أبدا معنى شعرة معاوية التي حفظت لقصور بني أمية ملكا دام نحو قرن من الزمن.
في دمشق الياسمين، يبدو ان الرئيس مفارق، والشعب متحد على الخروج من ربقة الاستبداد، ولا مجال هناك للعودة للوراء، إلا بالقدر الذي يدرك فيه العقل السياسي السوري ان المخرج بسيط ويكمن في مغادرة العصابة لقصر الشعب كي يأتي الشعب إليه وقد عتق من أغلال الظلم والاستعباد.
في المقابل، معارضة ورئيس لمجلس وطني دون اجمل الكتب في الثقافة العربية المعاصرة، برهان غليون وكتابه "اغتيال العقل" وما حسب غليون يوما أنه سياتي يوما ليكون على رأس العقل الجديد لسوريا الذي ما مات يوما، ولكنه في حكم الأسد غلف بالتحجر والعبودية والخنوع.
هناك في دمشق وأبوابها كما يقول ابن عساكر أنها كانت سبعة –ثم زادت ثلاثة- والتي بنيت على الكواكب فجعل لها سبعة أبواب على كل باب صورة الكوكب ومنها باب توما وباب الجابية وباب كسان وباب البريد..الخ سوف يدخل الثوار من جديد، ليعيدوا للمدينة وجهها الحر والأبي الذي كفل لمدينتها أبديتها وديمومة التاريخ فيها.
هنا في حلب حيث باب الحديد، وفي حمص في ساحة خالد بن الوليد وفي وسط حماه ودير الزور وفي كل مكان ينطق اليوم بالحرية سوف يلتقي الأحرار من جديد وقد غنموا الحرية دون ان يغنموا الدولة التي ظلت غنيمة البعث الأولى والأخيرة وخطيئتهم الكبرى.
وهناك في درعا وحوران وجبل العرب سيكتب المستقبل بأثر الماضي الجميل المستمد من زمن سلطان الأطرش ورشيد طلع ونسيب البكري الذي نقل لشريف مكة الحسين بن علي ذات صباح أن جبل العرب سيكون مع الثورة على الظلم والاستبداد، سيتجدد التاريخ بذات الروح وذات الألق ليصنع لسوريا من صنع يد احراراها الجدد واطفال درعا والقامشلي وبرزة والكسوة وتلبيس وكل مدن سوريا التي ستفيق في فجر قادم على يوم طال انتظاره وهو سوريا دونما أسد، ولتكن درعا أول اسطر الحرية فيه.