الحسين .. الذكرى والحضور المُشع
د.مهند مبيضين
15-11-2011 04:00 PM
كنت وستبقى باني الدولة التي وَرثتَها لقائد عظيم تعلم في مدرستك، ونهل منك الكثير، وأخذ عنك مهمة البناء على البناء، فسلام على ايامك البهية وانت تلملم الأردن من عين الأعاصير التي لطالما ظلت تحف به.
كنت ولا زلت طيب الذكر وآسر في الحضور المحبّب والمشعّ الذي كان من صنعك ومن دأبك الكبير في الاحتمال والصبر على ظلم ذوي القربى من العرب احيانا، لكن شعبك الوفي ظل حذقا فطنا النظرة الحاسدة، فالكل يتذكر ذلك النشيد، «ياحسين حنا عزوتك..».
كان سرك في الحضور الآني وحتى في الغياب لأنك كنت تعرف الكلام من عيون الناس، فتهب الأنفاس روحا عظيمة ومعنوية واثبة، وكلما تذكرنا تحملك واصطبارك على الزمن المرّ ندرك كل مرة كيف كنت تأخذنا دوما للحرية وعبرة التحمل وبناء الوطن، فما زالت روحك تحف في امكنتك التي احببت: اللواء الاربعين والجامعة الاردنية والمدينة الطبية وجامعة مؤتة وغيرها، هناك كنت تقدم للأردن المعرفة والجندية والطب، فكان سر بقائنا برغم كل الأهوال.
تمر ذكرى مولدك، في الأسرة التي انتميت لوجدانها واحلامها وآلامها وكفاحها، وفي الغياب تحضر إلى الذاكرة بهيبة الكبار، التي تقدمنا لزمن جديد يطل علينا ونحن نتقدم مع ملك ورث منك الكثير الكثير ومضى في الوطن إلى معارج التقدم والانجاز.
أبا عبد الله....وقد بقيت الجباه عزيزة ولم تنحن إلا لله.
ها هم الاردنيون يمسكون بدفاترهم ومدارسهم ومعاني الوطن الكبيرة يمضون مع عبد الله الثاني في زمن بالغ التعقيد، إلى عبرة الانجاز، فلا تخلوا صفحاتهم من انجاز وسعي وعيون شاردة نحو المزيد من التقدم والريادة.
وبين حق علينا وحق لنا، نمضي في وسط منطقة ملتهبة لانجاز ما بدأت قبل عقدين حين فتحت الباب للديمقراطية والحرية، وكثيرون من حولنا يسعون لما كنت بدأته معنا، ونحن كذلك نحاول أن نعيد البدء بما يليق بذات صباح من نيسان المجيد من العام 1989.
ولنا ان ننتظر مع عبد الله الثاني وان نسير بعزم وبهاء لنحقق الحلم بالأردن الجديد الذي لا يخاف ريح الخماسين، لذا سنستجمع قوانا حول الدولة التي اسس لها وعي الأردنيين منذ مؤتمر ام قيس، ثم بالروح التي تقدموا إليها مؤمنين بها في رحلة التـاسيس مع جدكم الاول وصولا إلى زمننا الحاضر الذي نرى فيه الأردن دولة ديموقراطية حرة.
أبا عبد الله ...لقد زًرع قلبك في وطن ظل وسيبقى مخضبا بدماء الاردنيين الذين حموا الدولة وبنوها معك ودافعوا عنها وعنك يوم كان يُراد لها الزوال لتكون بديلا أو طريقا أو ساحة للثوار، فنحن لم نكن إلا على الوفاء لك ولمن جاء بعدك بذات الروح والنهج، الذي يرفع من كبرياء الاردنيين وكرامتهم.
و نبقى نناجيك:
سلامٌ على روحكَ الطاهرة...
سلامٌ على عروبتك وانسانيتك وظلك
سلامٌ على زمنك المليء بالعبر والمواقف والتحديات.
Mohannad974@yahoo.com
(الدستور)