هيفاء ما هو تعليقك على الهجوم الذي شنّته بعض الجهات الإعلاميّة ضدّك بعدما وجّهت لك الاتهام باستعمال الصليب كديكور والرقص دون مبالاة بالرمز الديني المقدس؟
برأيي إن هذا الموضوع أُثير ليغطّوا على موضوع آخر كلّنا نعرف ما هو! وبالنسبة لي أنا أحترم كلّ الأديان، كما أحترم كلّ الناس بغضّ النظر عن دينهم، أكانوا مسلمين، أم مسيحيين، وطيلة حياتي لم أقصد أن أستعمل أيّ أمر من شأنه أن يثير الجدل دينياً، ومن أثار هذا الموضوع باعتقادي "لازم يتجازى"... ما تعليقك على تصريح المطران جورج رحمة بأنّه أجرى اتصالاً مع الأمن العام اللبناني، يتمنّى فيه منع عرض الفيديو كليب على القنوات اللبنانية، وذلك بعدما انهالت عليه الاتصالات من كل حدب وصوب منتقدة العمل الذي "يمسّ مباشرة مشاعر المسيحيين"، على حدّ قول الصحيفة؟
الخبر نقلته إحدى الصحافيات للمطران جورج رحمة، هو لم يشاهد الكليب حتماً، فلا أعتقد أنّ أيّ رجل دين "فاضي يشوف كليب"، من المؤكّد أن الخبر نقل له بطريقة ما، ومن المؤكّد أنّه بعدما يرى الكليب سيكون له رأي آخر، وعلى كلّ حال، أنا أعرف أنّ الصليب في العادة يكون مجسّماً، وعليه "يسوع المسيح"، وأنا أرفض أن يثار الموضوع دينياً بهذا الأسلوب، وما فعلته صباح التصوير كان ببساطة أنّي استيقظت، وذهبت للتصوير في مكان أعرف أنّه كليّة الفنون الجميلة التابعة للجامعة اللبنانيّة، وحتّى إذا كانت النافذة عليها صليب، فمن المؤكّد أنّنا لم ننتبه لهذا الأمر.



تم اتهام المخرج يحيى سعادة بانه هو من ورّطك في هذه القضيّة وانه"يسعى الى "تحويل الانتباه من نجومية الفنان الى اثارة الجدل حول اسمه كمخرج"، فما هو رأيك؟
أنا لا أعتبر نفسي مورّطة في أيّ موضوع، فليس هناك ورطة أساساً، "الموضوع كلّه احترام"، وهذا كليب كغيره من الكليبات، ولا يوجد احد ورّط الآخر بأيّ أمر، لأنّي أعتبر أن الصليب ليس موجوداً أساساً في الكليب، وكلّ ما أستطيع قوله عمّا يُحكى عن وجود الصليب في هندسة النافذة المعمارية أنّ هذا المشهد تحديداً صوّرته وأنا أمشي بطريقة عادية جدّاً، وأرتدي معطفاً من الفرو، في ممرّ في كليّة الفنون التابعة للجامعة اللبنانيّة، ونحن حتماً لم ننتبه له، و"عيب نحن اللبنانيين نعمل هيك ببعض!"، من المعيب أن يثار هذا الموضوع بهذا الأسلوب الاستفزازي. هؤلاء اللبنانيون يحطّمون بعضهم البعض، ولكن على ما يبدو أنّ هذه الصحافية تسعى لتحويل الأضواء عن موضوع آخر حصل بتسليط الضوء عليّ بهذه الطريقة... ليس لديهم شيء آخر يكتبونه.



لم أكن أعلم بذلك بتاتاً! وبعد ما سمعته سأراجع مشاهد الكليب جيّداً، وفعلاً إذا ما تبيّن بأنّ هناك صليبا واضحا في الكليب يجب أن نحذفه، وفي كلّ الأحوال أنا اعتقد أنّه ليس هناك من داعٍ لكلّ الشوشرة التي حصلت، وبالنهاية أنا بنت هذا البلد، وإذا كان هناك ثمّة ما يؤذي مشاعر أحد، كان من المفروض بدلاً من القيام بكلّ هذه الشوشرة، أن يقولوا "هيفا انتبهي ثمّة ما سيخلق حساسية لدى البعض في الكليب، أكان ذلك بقصد أو من دون قصد، يجب أن تنتبهوا إلى هذا الأمر، وأن تأخذوه بالإعتبار"، ولكن ما حصل أنّ بعض الجهات تحبّ أن تصطاد في المياه العكرة، وقد ألّفوا هذا الموضوع وأضافوا إليه البهار، وفي النهاية ما ظهر في الممرّ على أنّه صليب الذي لم ننتبه له، فأوكي من الممكن أن نحذف هذا المشهد، وعلى كلّ حال أنا لم أفعل "أيّ شي غلط " هذا المشهد، كنت أمشي في الممر بطريقة طبيعّة جداً، ولنفترض أنّي كنت مثلاً أمشي في شارع وتم التقاط صورة كنيسة أو كاتدرائية أو أي مشهد او رمز من الممكن أن يضايق أي كان، كنت سأنتبه له وأحذفه، ولكن بما أن الصليب قد ظهر في هذا المشهد مجسماً في النافذة من المؤكد قد حصل بطريقة السهو.



وأعود وأؤكّد بأنّنا لم ننتبه له، ولم نقصد الإساءة لأيّ كان، ومع أنّنا لم نقصد الإساءة لأحد فأنا أفضل ألاّ يظهر في الكليب أي رمز يضايق أيّ شخص، وسأفعل ذلك حرصاً على مشاعر من يزعجه هذا المشهد، وليس بسبب من يحاول أن يثير هذا الموضوع بطريقة مسيئة وتحريضيّة ضدّي، أمّا ما تمّ الحديث عنه عن باقي الأشكال الهندسية التي ظهرت في الكليب وجزم البعض بأنّها صلبان.. "معليه .. سوري"، فحتّى لو كنت أتيت إلى مكان التصوير وأنا أعلم مسبقاً بأنّ مبنى الكليّة كان ديراً من قبل، كنت لأجزم بأن تلك الأشكال هي ورود وليست صلباناً، وختاماً أقول شكراً جزيلاً لأولاد البلد الذي أثاروا هذا الموضوع، بحسب ما وصلني، بطريقة فيها الكثير من الغيرة، والغلّ، والكره، وبالمرة أشكرهم لأنهم جعلوا من كليبي أشهر كليب في الوطن العربيّ.



كان الأمر ليقضى بكلّ بساطة لو أتى هؤلاء ونبّهوني إلى الأمر على أنّه يمكن أن يثير حساسية البعض، وهناك كثير من المعجبين في الفان كلوب أكّدوا لي بأنّهم حضروا الكليب عدّة مرات، ولم ينتبهوا لوجود الصليب، ولكن الظاهر ..."يا حرام!" أنّ الصحافية دورت كثيراً عليه، الله يعطيها العافية... طبعاً هناك محاولة تحريضيّة طائفيّة ضدّي، وهي محاولة سخيفة جدّاً، وإن دلّت على شيء فهي تدلّ على مدى سخافة من أثاروا هذا الموضوع، كما تظهر مدى إفلاسهم الإعلامي، ومدى غيرتهم، وإلى أي مدى "ما عندهم أخلاق!".