من الاستبداد إلى مكافحة الفسادد. قاسم نعواشي
14-11-2011 02:40 AM
حين تستيقظ الشعوب لمكافحة فساد تفشى على مدى عقود بسبب استبداد حفنة من كبار المسؤولين، وحين تتحرك لتنفض عن نفسها ذل استعباد مجموعة من المتنفذين للعباد وخيرات البلاد، لا تتجه أنظار الناس إلا إلى مؤسسة واحدة ألا وهي "هيئة مكافحة الفساد"، وكأنه بحكم اسمها يجب أن تقتصر مسؤولية مكافحة الفساد عليها وأن نتجاهل أدوارا غائبة من جهات عديدة. نعم لقد كان استبدادا حقيقيا لم تواجهه الدولة سوى بتغيير الوزرات كعمليات تجميلية لا تغير من حقيقة الوضع. فعلى مدى العقود الماضية تراكمت لدينا خبرات مريرة، عشنا خلالها تجارب استبد فيها وزراء ورؤساء وزرات بالبلد ومؤسساته وشعبه، ولن ننسى ذاك الذي استبد بنا فملأ جيوبه بمليارات المال العام، وبعد أن أقيل يأتي ابنه ليكمل المشوار، ثم يعود الأب ليستبدنا من منبر جديد.
|
بالنسبة للمال العام وموؤسسات الدولة فأعتقد أن مكافحة الفساد أصبحت ظاهرة تتباهى بها الحكومات من أجل الظهور بمظهر حسن وحضاري أمام الهيئات الدولية وخاصة في الدول التي تعتاش على المعونات والهبات نظراًلإستياء الدول المانحة من إهدار المال دون حسيب أورقيب... أما في حالة الشركات المساهمة العامة فأعتقد أن طمع وسذاجة المساهمين هو ماأسهم في فسادها، فالعديد من صغار المساهمين يشترون الأسهم بناء على معلومات مستقاة من أقارب أو معارف دون أدنى دراية بأليات عمل السوق وتوابعها ناهيك عن عدم درايتهم بأبجديات التحليل المالي والسوقي.
الجدير بالذكر أن البورصة هي عبارة عن مقامرة شرعية فالكثير ربح وإعتاش منها في السنوات التي سبقت الأزمة المالية العالمية في عام 2008 ولم يكترثوا بقرأة أو تحليل أي من ميزانيات الشراكات التي ساهموا فيها، ولكن للأسف عندما بدء السوق بالتهاوي إستفاق صغار المساهمين بعد أن تبخرت أموالهم وألقوا اللوم على مجالس الإدارة لأنه وكما هي طبيعتنا كعرب نفضل أن نلعب دور الضحية دائما لأننا لانملك الجرأة للإعتراف بأخطائنا وتحمل المسؤولية... وكما يقول المثل - مين فرعنك يافرعون؟ قال مالقيت مين يردني - والله الموفق
تحليل دقيق ورؤية شاملة.
تحتاج من الحكومة التوقف عندها إن ارادت لنفسها النجاح وتحقيق الاصلاح - فمكافحة الفساد استراتيجية شاملة لا تقف عند هيئة او مؤسسة واحدة. يجب على الحكومة التركيز على ما ورد بكل دقة خاصة تفعيل دور
مؤسسات المجتمع المدني: بدلا تحجيمها
مجلس النواب: بدلا من تزويره واغلارقهم بالعطايا.
الإعلام: بدلا من تكميمه
لجان الحوار الاقتصادي: بدلا من الضحك على الذقون.
الجهات الرقابية مثل هيئة الأوراق المالية: تغيير رئيسها لأنه يعطل دور الهيئة الرقابي.
لابد وأن نكون واقعيين نوعًا ما ونسمي الأشياء بمسمياتها، ونسمي هذه الهيئة هيئة الحد من الفساد، فهذا أكثر واقعية من مكافحته. كل التحية دكتور قاسم.
يقولون ان تشعل شمعة خير من ان تلعن الظلام الف مرة، والصحيح اننا بحاجة في هذا البلد الطيب الى امثال د قاسم النعواشي ليبث الامل من جديد الى نفسياتنا المحطمة بان هناك امل في مكافحة الفساد والاصلاح وانها ( ان خليت بليت ) شكرا للنعواشي على الكلام الطيب.
يقول الكاتب *فربما يكون جارك خياطا ولا تسمع صوت ماكينته لعدة ايام فهل يعني هذا ان الخياط غير موجود * ويجيب ربما انه منشغل بالقياس والقص والرثي لاحظ الكلمة الاولى التي تم استخدامها في اول سؤاله و اول جوابه *ربما* يعني حتى هو مو متاكد شو بيعمل الخياط بالتحديد وبناء عليه * ربما * يكون الخياط يخيط ثوبا دسما .....
شكرا يا دكتور قاسم. فنحن ما نعرفة هو القليل من الجهود التي تبذلها هيئة مكافحة الفساد من اجل تدمير قوى الشر في الاردن. لنعلم جميعا ان الفساد المالي في الاردن هو أكثر خطرا علينا من اكثر التنظيمات السياسية تطرفا.
والمطلوب من الحكومة هو تقوية وتعزيز ودعم جميع من تم تكليفهم بمكافحة الفساد.
ولكن يبدو ان محور الشر المتثمل بكل الفاسدين يسعى بما يملك من جاه ومن مال منهوب لتدمير الجهات الشريفة التي تعمل من اجل احقاق الحق.
ان نتائج العمل لهيئة مكافحة الفساد او غيرها هي التي تقوي شرعية وجودها.
أصبت يا عماه . تحليلٌ دقيقٌ بلغةٍ سلسة يُشفي الغليل
ان الفساد العدو الأول الذي يقف في وجة التمدن والعمران وينشر الجهل والتخلف و الفقر ويدمر الأنجازات العصرية للدولة وأذا أستمر دون تصدي فهو مؤشر على نشر الفوضى والأنفلات ويطي فكرة للذين يتابعون الأحوال من الخارج بأن الدولة على وشك الأنهيار لعدم المقدرة على مواجهته ويعطي أنطباع وصوره عن حالة الوهن والضعف الذي أصاب مؤسسات الدولة ويولد شعور لدى المواطنيين بأن أموالهم وممتلكاتهم ومستقبل أولادهم في ستؤل الى المستقبل المجهول بفعل الفاسدين ويدمر ثقة المواطن بمؤسسات الدولة ويقتل الطموح والإبداع وينشر ثقافة الفساد في المجتمع
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة