سوريا .. هل تلوح حرب في الأفق ؟
جمال القماز
14-11-2011 02:34 AM
كل ما يجري على سوريا , هدفه جرّها الى تنازلات لأميركا وإسرائيل.. ما كانت دمشق يوماً تقبل بها , وهي : قطع العلاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية , ووقف دعم حركات المقاومة ؛ حزب الله , حماس والجهاد الإسلامي.. والمباشرة بمفاوضات سلام مع إسرائيل( وفق شروط صهيونية)..
ماذا يحدث في سوريا :
على الأرض السورية, ليس ثوره شعبية.. بالرغم من أن نظام الحكم هناك ـ كأنظمة عربية كثيرة ـ يُوصف بسيطرة الحزب الحاكم ... يطالب الشعب السوري كسائر الشعوب العربية؛ بالحرية والديمقراطيه, و نصّت دساتير الدنيا على أن الشعب هو مصدر السلطات ,يُمارس صلاحياته, بحريه وديمقراطيه . الانظمه المستبدة الديكتاتورية العربية لا تلتزم به .. الأمر الذي حدا بأميركا " حامية الحريات والديمقراطية " محاربة تلك الانظمة ،و تسعى أمريكا ـ من خلال جرّ أوروبا ـ تحت هذا الشعار الكاذب , تمرير مؤامراتها وأهدافها ضد انظمة تتعارض سياساتها والمصالح الأميركية وترفض الإنصياع لرغباتها .. وكلنا يذكر بوش حين قال لزعماء الدول العربية ( بعد 11 سبتمبر) : " إمّا معنا ضد الإرهاب أو .. " ؟!
الخطأ السوري القاتل ؟! :
قد تكون سوريا نجحت في الإبقاء على خطها المقاوم .. رفضت المساومة على الحقوق العربية ,وما إنتقصت من حقها في استعادة الجولان المُحتل . مواقفها كما هي لم تتغير , منذ المفاوضات التي قامت بها إبّان رئاسة ( كلينتون و رابين) و المفاوضات غير المباشرة ـ برعاية تركية ـ أفضت جميعها إلى مواصلة سوريا ذات النهج بتمسكها بمواقفها ورفضها التطبيع مع إسرائيل... وذلك يُثبت أنّ ما يجري على الأرض السورية هو صناعة أميركية ـ إسرائيلية ـ عربية ..
نصر الله :
وفي خطاب متلفز لسماحة السيد حسن نصر الله بذكرى يوم الشهيد الذي اقيم يوم الجمعة (11-11) في الضاحية الجنوبية لبيروت قال : " أي حرب على إيران وسورية ستتدحرج على المنطقة بكاملها .. وهذه حسابات واقعية وهذا هو واقع الحال."
وفي الشهر الماضي قال في معرض اجابته عن سؤال حول إمكانية تدخل عسكري في سوريا على غرار السيناريو الليبي :" بأن لسوريا خصوصية فرضت من نواح عدة منها "الجغرافيا" فالوجود السوري بالقرب من الكيان الصهيوني يدفع الأميركان للتفكير والتأني قبل دفع المنطقة إلى حرب كبرى.
وأوضح نصر الله أن النظام السوري أسقط مشاريع عدة تخدم العدو في المنطقة وأن الرئيس الأسد لم يخضع لتهديد (كولن باول) ولم يخف بل واصل وقفته مع حركات المقاومة ... وأكد سماحة السيد أن الرئيس الأسد وحده تحدث عن المقاومة العراقية وأسماها ( مقاومة) , مشيراً أن موقف سوريا كان حاسما في الانتصارات التي حققتها المقاومات العربية. وأضاف بأن الرئيس الأسد اعترف في خطابه الأول بأخطاء ارتكبها النظام وأبدى نية حقيقية للإصلاح وأثبت جدية في تطبيق ذلك.
وزراء الخارجية العرب في جلستهم يوم السبت :
تسعى( بعض) دول الى إنقاذ المبادرة العربية رغم عدم التزام دمشق حتى الآن على الأقل بتنفيذ بنودها، من خلال إطالة عمرها ورفض تعليق عضوية دمشق أو تدويل ملفها، وتقترح هذه الدول اجراءات تصعيدية تبدأ بعد إرسال فرق مراقبة على الأرض وتنتهي بسحب السفراء والتهديد بتعليق العضوية، وحجة هذه الدول أن الجامعة العربية يجب أن تحرص على الخروج بحل عربي، لأن فشل المبادرة سيعني ـ كما قال الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي في وقت سابق ـ كارثة على المنطقة بأسرها، بما يحمله من سيناريوهات تدويل وتدخلات اجنبية وإقليمية قد لا يمكن حصرها.
اذن قد تكون المسألة توطئة أوتواطؤ لتدخل خارجي ضد سوريا يمهد له العرب ؟!
ردة الفعل السوري :
سوريا هددت كل الدول التي تقدم مساعدة للعدوان أياً كان شكلها.. بضربها بالصواريخ.. و الرئيس الأسد حدد 6 ساعات لإلحاق الدمار المطلوب واغراق المنطقة من خلال كرة اللهب التي ستطال الجميع بما فيها اسرائيل ..
الخوف الاسرائيلي :
اسرائيل تعلم, و ـ هذا مهم جدا ـ أنها لا تستطيع حماية الداخل الاسرائيلي من سقوط الصواريخ السورية (والحديث هنا عن عدة آلاف من الصواريخ المدمرة بما يُقدّر بـ 120 ألف صاروخا ) .. وهذه الكمية كافية لتدمير اهداف حيوية في الكيان الصهيوني وقادرة على خلق واقع جديد في المنطقة قد يودي بإسرائيل الى الخروج من المعادلة ؟
على الصعيد التركي :
يقول مدير المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية رفيق نصرالله ؛ انّ اردوغان لن يمشي في شوارع اسطنبول إن سقطت الصواريخ السورية عليها.. ما يجعله يتراجع عن التهديد بالحل العسكري تجاه دمشق ..
المشهد الإيراني :
كل المؤشرات تنبىء بأن الجمهورية الاسلامية الايرانية تنتظر بفارغ الصبر وقوع الحرب ( والحديث هنا عن انّ إيران تمتلك صواريخ يصل مداها الى 2800 ميلاً ( 4480) كم ) .. ما يعني ان الصواريخ الايرانية ستطال كل القواعد الأميركية في المنطقة وستكون اسرائيل هدفا سهلا لها ...والمهم أيضاً هنا ان هناك دقة عالية في اصابة الأهداف وهذا ما يُرعب القادة الصهاينة ..
حجم المؤامرة :
المؤامرة على سوريا ليست وليدة اليوم فلقد ظهرت جليّاً إبان فترة رئاسة (بوش الابن) و محاولاته إخضاع النظام في سوريا .. ورتبت الـ ( سي آي إيه) عملية اغتيال رفيق الحريري ( 2005) بهدف إجبار دمشق للانسحاب من لبنان ،و إحداث تمّرد في القطر السوري ،وما كانت محاولة اتهام نظام الأسد بأنه وراء مخطط إغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري إلاّ لخلق فتنة طائفية.. لكنها لم تتحقق .
المخطط الأمريكي الذي قاده فيلتمان بلبنان مع (التابعين) هناك , للسيد الأميركي ..فشل, وفشلت المحكمة الدولية بمحاكمة النظام بسوريا, ومحاكمة ( حزب الله ) ,و فشلت بتحقيق أهدافها وأغراضها بسقوط شهود الزور بُعيد كشف أمرهم فأخترعت كوندليزا رايس "الفوضى ألخلاقة" ... كنا نظن انها إنتهت بإنتهاء ولاية بوش .. لكن إدارة اوباما سارت على ذات النهج الاميركي الذي يهدف الى ضمان أمن اسرائيل .... وليس يهم أميركا أي زعيم أو بلد أو أي شيء في المنطقة سوى أمن إسرائيل ..وإنّ أي رئيس أميركي يحيد عن هذا الهدف يُطاح به وبأبشع صورة ..
**
( لا بد من الإشارة الى أنّ انظمة عربية تعتقد بأنّ بقائها في السلطة هو بسبب محافظتها على أمن و مصالح اسرائيل )؟
لن يكون هناك " بنغازي" جديدة على الحدود مع سوريا , ولن تجرؤ أميركا أو إسرائيل على إرتكاب حماقة جرّ المنطقة الى كارثة تُطيح بالكيان الصهيوني .. ولعلّ إيران وحزب الله على أهبة الإستعداد ...وهذا ما يُرعب إسرائيل والرئيس الأميركي الأسود , وأنظمة عربية بعينها ... لننتظر ونرى ؟!!
Jamal-gammaz@hotmail.com