سلطنة عُمان تتلمس طريقها نحو الديمقراطية والشورية واحداث التغيير الذي يليق بابناء السلطنة الوادعة الجميلة التي تبعث على الارتياح مجرد وصولك الى ارضها وتحية الناس الذين يستقبلونك برقة دافئة وهم مستعدون ان يقدموا لك ما تطلب ضمن المستطاع بينما اخرون يريدون ان يمنعوا عنك الهواء حتى لو كنت ضيفهم.
في سلطنة عمان التي تنساب رقيقة بين جبال شماء مجلس شورى جديد ومنتخب مباشرة من قبل المواطنين دون تدخل من اي طرف والدليل على ذلك نجاح من لم يكن من الممكن نجاحهم لولا ترك المواطن يختار ما يريد ومن يريد من المرشحين ولم يكن بالامكان نجاح الرئيس الاول لمجلس الشورى هذا لولا الرغبة في ان ياخذ المواطن دوره في تشكيل خياراته وممارسة حقه في الانتخاب والترشح كما يشاء هو ليصبح هذا المجلس مجلس عمان الدولة والسلطنة .
وفي السلطنة التي تتهادى بيوتاتها بكل سكينة واطمئنان نحو مستقبل واعد مجلس هو مجلس الدولة كما هو مجلس الاعيان في الاردن وبالتالي يكون في السلطنة مجلسان الاول منتخب هو مجلس الشورى او مجلس عُمان والثاني مجلس الدولة وهو مؤلف من الذوات الذين يعينهم السلطان قابوس بن سعيد وهذا ما يؤكد تماهي العلاقة الاردنية العمانية في مجالات كثيرة ومتعددة واخرها استنساخ التجربة الاردنية في ان يكون هناك مجلسان في السلطنة واحد معين من قبل السلطان والثاني منتخب من قبل الشعب مباشرة ما يعني ان ما يجري في الاردن هو محط اهتمام وتقدير ومتابعة في كثير من الدول الخليجية ومن بينها سلطنة عمان التي يكن شعبها للمملكة وشعبها وقيادتها الكثير من الود والتقدير.
وكان الافتتاح الرشيق لهذا المجلس المنتخب في الثلاثين من الشهر الماضي بكلمة توجيهية من لدن سلطان البلاد الذي وصل الى قاعة الاحتفال التي تبعد مئة وستين كيلو مترا عن العاصمة مسقط والتي تحتضنها الصحراء بكل جمالياتها وعنفوانها بصوت جهوري اخاذ يعيد اليك صوت الراحل العظيم المغفور له باذن الله جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه وهو يخطب ويركز على هذه النقطة او تلك الى ان يصل الى النهايات فتقول انه هو وكان السلطان يتعمد ان يثير فيك الايام الخوالي ويمضي السلطان بسلاسة وبساطة وهدوء من القاعة دونما ان يكلف الحضور مشقة الوقوف او الانتظار ويغادر المكان لتخرج الوفود الشعبية والرسمية والحكومية والسفراء العرب والاجانب والاعلاميون الذين حضروا الاحتفال وقد مثلوا وسائل اعلام عربية وعالمية ابتهاجا بهذا الحدث الكبير.
سلطنة عمان فيها من السكان ما يربو على مليوني نسمة وتضم في جنباتها الكثير من الاجانب والعرب والخدم والحشم وليس فيها الكثير من الموارد الطبيعية كما في دول مجلس التعاون الخليجي ولكنها تتدفق حيوية وعطاء في كل اركانها ومع كل نسمة هواء في قلوب وعقول واجساد ابنائها الهادئين بطبعهم وكأنهم يقولون للعالم انهم يريدون الديمقراطية وصناديق الاقتراع ولكن « على طريقتنا» واعتقد انهم قادرون على فعل التغيير وهو ما يدفعهم اليه سلطان البلاد بروية واعتدال وحكمة حتى لا ينسلخوا عن ماضيهم وليصنعوا مستقبلهم ومستقبل ابنائهم بعقلانية العماني الذي لا تغريه مفردات التغيير السريع ويستطيع الزائر ان يتلمس ذلك سريعا وهم لكل ذلك مدركون وواعون وعاملون.
ولا ننسى سفير السلطنة في المملكة «ابوأحمد» الذي تواجد في السلطنة لحضور المناسبة العزيزة وكان اخا لمن حضر وقريبا لمن التقاهم فيما هو خص الاردن بكثير من القول الذي لا يقوله الا صادق المظهر والمخبر وهو جدير بالاحترام الذي يليق به وببلاده.
hamdan_alhaj@yahoo.com
(الدستور)