اولا وقبل كل شيء اتمنى ان لا يفهم ما اسطره في هذا المقال على انه امر شخصي ..او انه -لا قدر الله -اعتراض على اسباب ودوافع القبولات في الجامعات الرسمية على حساب المكرمة الملكية السامية ..
لكن ما لاحظته هذه المرة من توجيه للمكرمة الملكية السامية بالنسبة للمقاعد والبعثات الجامعية الى غير مقصدها الحقيقي ، وليس على النحو الذي ينبغي ان تكون عليه ، دفعني لتسجيل بعض الملاحظات التي توافق معي عليها اصدقاء كثر ..فالذي نعرفه ان هذه المكرمات الملكية السامية هي بمثابة تعبير من قائد المسيرة عن تقديره لرجالات مشهود لهم في خدمة هذا الوطن الغالي وهذا الشعب الابي بكفاءة وبكل اخلاص وتفان وتضحية سواء أكانوا قد بذلوا عطاءهم السخي في مواقعهم في الجيش العربي المصطفوي او في الاجهزة الامنية – العيون الساهرة على امننا واماننا، او في صروح التعليم المدرسي والجامعي او على صعيد العمل الاعلامي والصحفي والثقافي او في المجالات الاخرى المشمولة بهذه المكرمات وهي كثيرة ..
فالذين بذلوا جهودا بالسخاء المطلوب في مجالات عملهم في مسيرة البناء والانماء استحقوا هذه المكرمة عن جدارة ..

والمكرمات لطلبة المدارس الاقل حظا في المملكة هي لفتة منصفة وفي محلها..
لكن ان تمنح المقاعد الجامعية والبعثات الدراسية لابناء عشائر بعينها في كل مرة وان تخصص بعثات ومقاعد في جامعات رسمية وخاصة لابناء متنفذين قادرين على تعليم ابنائهم في اعرق جامعات العالم فهذا ليس عدلا ولا يتفق مع فلسفة الفكرة " الاستثناء الذي يعزز قاعدة العمل والانتماء وبالمحصلة العدالة بمفهومها الشامل" ، فهذا امر ينبغي التوقف عنده لجهة مراجعته بجدية وامعان وتأمل، وبدراسة حقيقية للدوافع المرجوة من وراء ذلك ..
ان الاف الطلبة المتفوقين ومن اصحاب المعدلات المتقدمة حرموا من المقاعد التي يستحقونها في الجامعات التي يتمنون..

في حين ان اهم الفروع العلمية والادبية قد اجتاحها طلبة بمعدلات متدنية جدا لانهم ينتمون الى عائلات وعشائر محظية او تدعمهم بعض مراكز القوى المؤثرة والقادرة على الفعل !!..
تمنيت في مطلع مقالي ان لا يفهم ما اقوله على انه امر شخصي ..

لكن من حقي كمواطن اردني عادي جدا ان اتساءل: لماذا تحرم ابنتي التي حصلت على معدل " 84%" – ادبي من مقعد في الجامعة الاردنية التي حلمت منذ طفولتها بالتشرف بالدراسة فيها.. وقد شجعها على اذكاء املها وحلمها هذا ان والدها قد عمل في مواقع متقدمة ومسؤولة في مجال الاعلام الرسمي والصحافة وكتابة المقال ..ولأكثر من ثلاثين عاما تمنحه حقا في المطالبة بتعزيز فرصها في القبول في الجامعة التي تريد؟!!
انني اعلن من على هذا المنبر انني لا اريد لابنتي مقعدا في الجامعة الاردنية التي تمنت دائما الدراسة فيها..

ولكنني ومن منطلق انحيازي للفكرة وايماني بمشروعيتها اقول لقد بدا لي ان الواسطة تلعب دورا حاسما في تحديد هذه القوائم بعيدا عن الاعتماد على اسس واضحة تضبط الاستثناء ، فالذي يحدث على الارض ان الاستثناء يتبعه استثناءات كثيرة نالت من شرعية الفكرة وحولتها الى شكل جديد من الامتيازات التي تضاف الى مجموع ما يتمتع به البعض من امتيازات لا حدود لها..

ولانني ارفض التعامل ب" الواسطة " لدى المتنفذين او لدى الجهات المسؤولة عن تنسيب المستحقين لهذه المكرمة السامية ، فقد لجأت الى الزميل والصديق امجد العضايلة – مدير المكتب الاعلامي في الديوان الملكي الهاشمي العامر "كوسيط " فقط للنظر في امكانية اعتباري استحق هذه المكرمة لازجيها لابنتي سلام فيتحقق حلمها..وللاسف اخفق الزميل امجد في اقناع الجهة المعنية بكوني استحق هكذا تكريم رغم ما ذكرته آنفا عن خدمتي ..

كم كنت حريصا على دعوة ابنتي للدراسة والاجتهاد حتى لا اضطر الى طلب أي استثناء وكم كانت خيبة املي كبيرة بعد ظهور نتائج القبول الموحد عندما جاء قبولها في كلية عمان التابعة لجامعة البلقاء التطبيقية وهي الاشبه بدون مبالغة بمدرسة ثانوية من حيث البناء والتجهيزات الامر الذي دفعني بعد زيارة الكلية لطلب المقعد على حساب الديوان الملكي ولكن يبدو انني من غير المستحقين لها ..