في المواجهات السورية .. الجميع مغلوبون
سلامه العكور
11-11-2011 03:05 AM
الذين يرفضون خيار الحوار وصولا الى التوافق الوطني من اطراف المعارضة السورية لا يريدون الاصلاح ولا الديموقراطية ولا الحريات العامة ولا التعددية السياسية والحزبية.. بل هم يسعون فقط لاسقاط نظام الحكم.. فهؤلاء رفضوا المبادرة العربية ورفضوا وقف العنف والمصادمات في المدن والقرى السورية.. وهم يلتقون في موقفهم هذا مع اعداء سوريا من الدول الاستعمارية الكبرى واسرائيل..
مطالب طلائع الشعب السوري واضحة جلية وقد وافقوا على خيار الحوار على امل تحقيق مطالبهم المشروعة والعادلة والتي تعهد نظام الحكم بتحقيقها.. لكن الدعم الاميركي والاوروبي سياسيا واعلاميا وتسليحا للمعارضة السورية يشجعها على مواصلة المواجهات مع قوات الامن السورية.. وهذا ليس في صالحها ولا في صالح الشعب السوري ومطالبه العادلة والمشروعة.. ثم ان استمرار اطلاق الرصاص الحي من قبل قوات الامن السورية على المتظاهرين وقتل المدنيين بما في ذلك الاطفال والشيوخ والنساء لا يمكن تبريره باي شكل من الاشكال..
فقتل المواطنين مهما كانت اهدافهم ومطالبهم وشعاراتهم ليس مبررا ابد.. وليس له اي تفسير سوى الحرص على الاحتفاظ بامتيازات الحكم.. واذا لم تتفق اطراف النزاع في الحكم وفي المعارضة على خيار الحوار فان هذه الصدامات قد تتصاعد وتؤدي الى نشوب حرب اهلية يصعب تطويقها.. وقد تتدخل جهات عربية واجنبية لا تريد خيرا للشعب السوري لتصعيد هذه الحرب وتحويلها الى حرب اقليمية مدمرة.. وهذا ما تسعى اليه اسرائيل والدول الاستعمارية الكبرى في المنطقة.وقد لاحظنا ان بعض اطراف المعارضة يطالب بتدخل اجنبي غير مكتف بالوساطة العربية.. وذلك لتحويل سوريا الى ارض مستباحة لدول استعمارية لا تريد سوى اخضاع سوريا لارادتها وتصفية حساباتها معها وتحقيق اطماعها الاستعمارية فيها..
وسائل اعلام عربية واجنبية تؤكد ان اسلحة كثيرة ومتعددة الاصناف والانواع تتدفق الى سوريا من خارجها.. فهل الذين يرسلون هكذا اسلحة يريدون خيرا لسوريا وللشعب السوري ؟!..
واذا ما استمرت المصادمات على الارض السورية على اساس الاحقاد السوداء بين الموالاة والمعارضة واستمر النزوع الاسود للاخذ بالثار والرغبة بتصفية الآخر والاستقواء بالاجنبي فهذا امر جلل.. فالاصل ان لا يكون ذلك بديلا للحرص على بناء سوريا جديدة حديثة تنعم بالديمقراطية والحريات العامة واحترام الراي والراي الاخر والقبول بالتعددية السياسية وبتداول السلطة واحترام حقوق الانسان.. والا فان مستقبل سوريا سيكون في مهب الرياح العاتية ومصير المواجهات سيكون خسارة للجميع.. فالجميع مغلوبون..
(الراي)