ها هي المدن بشوارعها وأسواقها ترتدي بهجة الألوان لتمهد الطريق للعيد القادم بأمنيات المحبة وأحلام السلام الدائم.. فالأعياد هي مهرجانات الفرح الأقدم في حياة البشرية ومواقيت البدايات الجديدة في روزنامة الإنسانية.
العيد يمثل للكثيرين حالة من تجديد السلام الداخلي والصفاء الروحي ومعاودة تنظيم الذاكرة وفرصة للإمتلاء من رقة الحنان والحنين.. فمرحباً بكل الأعياد التي تشحن فينا الذكرى وتبطن قلوبنا بالرأفة والطيبة والنوايا الحسنة تجاه الآخر مهما إختلفنا.
ليلة ما قبل يوم العيد تتداعى الذكريات ويتدفق الخيال.. أناس مروا في أيامنا وطواهم البعد وآخرون جمعتنا بهم المسافة في وقت ما ثم إبتعدت بهم.. لذا فدعونا نعترف بأن العاطفة والخيال تعصفان بنا ليلة ما قبل العيد بالذات، فها هم حتى من فقدنا في درب الحياة يمثلون بكل ذكراهم أمامنا.. فالعيد يحيي فينا كل الذكريات المعتقة في خبايا أنفسنا، وكأن الزمن يعود في رحلة عكسية.
بالرغم مما يسود العيد من مشاعر مختلطة تختلف من شخص لآخر.. إلا أنه قد يتحول عند البعض الى عبء يثقل كاهلهم نتيجة عدم تخطيطهم وتجهيزهم لإستقبال هذه الفرحة.. فقد يتحول ببساطة إلى حرب اللحظات الأخيرة التي تستنزف مخزون أعصابهم وتحيلهم لأشخاص في حالة نزق وتوجس وفرط حساسية عصبية غير مطلوبة أبداً في مواسم العيد السعيد!.
عندما يأتي صباح العيد نجد بعض الأباء يهرعون لمحلات الألعاب محملين ببنادق ومسدسات بلاستيكية وكمشات من الألعاب النارية التي أقل ما يمكن أن تقتله هو راحة البال والهدوء الذي يتفنن الأطفال في إستخدامها.. فمهرجان الإزعاج الذي يستخدمه أبناؤنا من «فرود» الماء والصوت المفزع كفيل بطرد رائق المزاج الذي هو أكثر ما نحتاجه في فسحة هذه الأيام المباركة بعد عناء العمل ورتابة الأيام العادية.
المقصود بالعيد هوالتركيز على صلة الرحم والتواصل الإنساني الشفيف مع الأيتام وذوي القربى والأصدقاء ونشر بهجة التعاطف بالكلمة الحسنة والإبتسامة الطيبة التي لها أثر إنساني وإجتماعي يعتبر ذا عائد تنموي يعم جميع مناحي الحياة.. فالعيد هو إستراحة روحية للتواصل البشري أينما كان.. دون أي إزعاج للآخرين!!.
جسور التواصل بيننا والآخرين هي قربان العلاقات الطيبة، ومدخل التفاهم بين البشر مهما تعددت الألوان والأشكال وحتى المذاهب سواء في أيام الأعياد أو غيرها.. فكلنا نشترك في إنسانية واحدة وفي مساحة أرضية واحدة تشرق عليها شمس واحدة... لذا دعونا نتهادى السلام والهدوء والمحبة بكل وجوهها المختلفة في هذا العيد، سواء كانت بالهدايا أوالبطاقات أوالأزهار أوحتى الرسائل الورقية والرقمية ونبطنها بمعدن المحبة الطاهر الأصيل!!
كل عام ونحن جميعاً ومعاً بألف خير وسلام ..!
www.diananimri.com