الأزمة السورية إلى أين .. ؟!
سلامه العكور
04-11-2011 03:10 AM
موافقة دمشق على المبادرة العربية بشأن الازمة السورية خطوة كبيرة نحو التأسيس لحوار وطني يشمل جميع اطياف المعارضة السورية بما في ذلك الحركة الاسلامية..
وترتكز المبادرة العربية على عنصرين اساسيين هما وقف العنف والسماح بدخول منظمات عربية ووسائل اعلام عربية ودولية للتحقق من حقيقة الموافقة السورية على سحب آلياتها وقواتها العسكرية من المدن والقرى..
لكن يبقى ان توافق قوى المعارضة السورية من داخل سوريا وخارجها على المبادرة العربية حتى يصار الى التهيئة والاعداد لمباشرة الحوار الوطني..
والمهم هنا تحقيق التهدئة ووقف عمليات اطلاق النار اولا وصولا الى مناخ مناسب وصحي لمباشرة الحوار الوطني..
فالحوار والتوصل الى اتفاق او توافق وطني بين الموالاة من جهة وبين المعارضة بمختلف اطرافها من جهة اخرى حول قضايا راهنة ومستقبلية في اطار استراتيجية الاصلاح الشامل السياسي والاقتصادي والاجتماعي وعلى اساس تحول ديمقراطي حقيقي واطلاق الحريات العامة ومبدأ التعددية الحزبية والسياسية وتداول السلطة ومكافحة الفساد هي المهمة المركزية للحوار الوطني..
وانجاز هكذا مهمة من خلال اصرار جميع او غالبية الاطراف على عدم افشال هذا الحوار تحت اية مبررات او ذرائع مهما كانت كفيل بانقاذ البلاد والعباد من هذه الازمة المدمرة..
وعلى جميع الاطراف ان تؤمن بأن خيار التوافق الوطني على القضايا الرئيسية المطروحة على جدول الحوار خير بملايين المرات من المضي في الصدامات واساليب العنف وسفك الدماء..
بل وخير بملايين المرات من الاندفاع نحو حرب اهلية لا تبقي ولا تذر..
لذلك فأن تنصل اي طرف من المشاركة في الحوار وصولا الى التوافق الوطني المطلوب هو اسهام متعمد بالتأزيم وفي تصعيد العنف والصدامات الدموية..
ان على الجامعة العربية صاحبة المبادرة اتخاذ مواقف حازمة وصارمة حيال اي طرف يختار استمرار العنف على التوافق الوطني.. لقد سقط آلاف المواطنين ومن رجال الامن وشرد عشرات الالاف جراء استمرار هذه الازمة المأساوية..اما عن الخسائر المادية والمعنوية المكلفة والباهظة جراء العقوبات الاقتصادية والتجارية القاسية التي فرضتها العواصم الغربية على سوريا ,فحدث ولا حرج..
المهم ان تقبل جميع اطراف الموالاة والمعارضة على الحوار بقلوب مفتوحة وعقول مفتوحة وباصرار عنيد على انجاح الحوار الوطني.. وقبل ذلك على اقناع جميع الاطراف او غالبيتها بضرورة المشاركة في خيار الحوار وصولا الى التوافق الوطني واستحقاقاته الملزمة للجميع..
اما محاولات الاستقواء بالقوى وبالدول الاجنبية فهذا نهج خاطئ وخطير ونحذر منه بشدة..
فلا يجوز السماح لاي تدخل اجنبي اميركي او اوروبي في الازمة السورية..
ويكفي سوريا ويكفي امتنا العربية والاسلامية ما فعلته هذه الدول الاستعمارية الكبرى في ليبيا وقبل ذلك في العراق وفي افغانستان..
فهذه الدول الاستعمارية ليس لها اصدقاء بل لها مصالح فقط..
اما الديمقراطية والحريات والعدالة وحقوق الانسان فهل ليست سوى شعارات تستخدمها لتغطية مآربها الاستعمارية في منطقتنا..
(الرأي)