ان تعود العلاقة الاردنية الرسمية مع حركة المقاومة الاسلامية "حماس"الى وضعها الطبيعي كأي فصيل فلسطيني, فهذا امر يسر الاردنيين لانهم يعتقدون ان حركة حماس فصيل شريف ومقاوم بغض النظر عن علاقته التي توترت مع الجانب الرسمي بعد اخراج قادتها من البلاد عام 1999 . ان ترحب الحكومة بزيارة خالد مشعل زعيم حركة حماس الى عمان بعد العيد, فهذا امر يصب في المصلحة الاردنية ومصلحة الشعب الفلسطيني, لكن ان يصرح رئيس الوزراء عون الخصاونة بأن "قضية قادة حماس خطأ دستوري وسياسي", فهذا كلام بحاجة الى نقاش, لان الاصل تصحيح القرار وليس نقده.

ولا شك ان قرار قادة حماس المتخذ عام ,1999 لا يمكن مناقشته ومحاكمته على اساس ظروف ومعطيات اليوم بل على الظروف التي كانت سائدة قبل 12عاما, حتى ان المتضرر الاول من القرار وهم قادة حركة حماس بقوا صامتين ولم يخوضوا معركة ضد الاردن.

واذا عدنا الى القرار فقد اتخذ على اعلى المستويات وقال عنه جلالة الملك في لقائه عددا من الصحافيين الامريكيين وقتها انه قرار سيادي "انا جندي واعرف متى اختار معركتي" لذلك فإن إعادة وصل ما انقطع مع حركة حماس مهم ومفيد للطرفين لكن نكء الجرح غير مفيد على الاطلاق.

إن ما يجري من علاقات جديدة مع حركة حماس ياتي في اطار سياسي عام بدأه الامريكان عندما اندفع المبعوثون غير الرسميين منذ عام 2008 (كارتر وبوب مالي وتوماس بكرينغ) الى لقاءات مع قادة حماس زادت عن العشرين لقاء بهدف امريكي واضح "إعادة التأهيل".

وايضا لا يجوز للحكومة أن تفرط في التفاؤل من أن عودة العلاقة مع حماس ستكون مفتاحا لعلاقة جيدة مع الحركة الاسلامية الاردنية, بإشارة الى ان الضغط الاسلامي في الشوارع خف منذ تكليف الرئيس الخصاونة, لكن الامر لن يكون بهذه البساطة, ولو كان كذلك لنفعت العلاقة مع حماس النظام السوري وقللت من عداء جماعة الاخوان المسلمين له.

ان عودة الدفء مع حماس يأتي في ظروف بالغة الاهمية تشتد فيها الهجمة الصهيونية على القضية الفلسطينية من اجل تصفيتها وكذلك الضغوط والهزات الارتدادية على الاردن لفرض الامر الواقع عليه, ولا شك ان العلاقة الجديدة مع طرف فلسطيني له موقف حازم من الوطن البديل وحق العودة يعطي قوة للموقف الاردني.

فليس المهم عودة العلاقات, بل الافضل إعادة تقييم السلوك الاردني تجاه اسرائيل والولايات المتحدة ورفع "الدوز" على مواقفهما, في ظل التموضع الاردني الجديد.

nghishano@yahoo.com

(العرب اليوم)