كي لا ننسى آهات سامي الحاج
ناصر الحايك / النمسا
30-01-2007 02:00 AM
خطت الحياة وألفت أعظم القصص.. أقصوصة لا يقرؤها إلا عشاق الحرية
زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت من تحتها أثقالها، عندما قرأت رسالتك التي وجهتها يا سامي إلى ابنك. كم استشعرت الأسى في نبراتك، مرارة كلماتك، شرود نظراتك، حشرجة صوتك، بكائك،
آهاتك، آلامك.
أشعر بالحمم المتوقدة في خلجاتك كأن الكهرباء تسيل في عروقك. صمت الأمة الأْبدي،
عدم اكتراثهم لأشجانك، رخصت الضمائر، جفت الذمم، نفحات الحرية تستجديك، نور الأمل
يتسلل عبر صرير باب زنزانتك ليلامس وجهك البريء، رحيق الوطن يأتيك من وراء ظلال
المحيطات، سفوح الجبال الشامخة تبعث لك أصدق الآمال بأن تتحرر مع الأيام, وتحطم القيود والأغلال, أشعر تجاهك بالإجلال.
سامي الحاج لا تنتظر الخلاص من خطابات التضامن والنداءات المفعمة بالحماس،
فكلها كلمات وخطب جوفاء مع التكرار أصبحت بلا أصداء، موشحات حفظناها عن ظهر قلب
دون عناء، التاريخ شاهد عيان، الكلمة الحرة من ويلات هذا الزمان، البوح بها من الآثام
من يدفع الأثمان؟
إنهم الشجعان ينطقون بالمعجزات ويتحدون المستحيلات, تتطاير كالشرار لتسقط بردا وسلاما
على كل من رفضوا الاستسلام وفضلوا المكوث في غياهب السجون على الانكسار وعلى
رأسهم السجان، قطعوا كل السبل عن الجبناء الذين آثروا الانهزام. كرامتنا مقطعة الأوصال،
لملمتها تحتاج إلى رجال لكننا نغط في الأحلام لكن كيف يحضرنا النوم؟
هل الحرية مجرد سراب وأوهام ؟ كالظمآن الذي يخيل له الماء في الصحراء أو العاشق
الولهان الذي يتوق إلى فتاة الأحلام، المبادئ والأخلاق دفنت تحت الأنقاض، معتقل غوانتانامو
ينضح بالمتناقضات، مليء بالأبرياء أمثال سامي الحاج المتهم بالإرهاب، ذنبه أنه صور فظائع
وأمجاد الأميركان.
لم يصنع الألغام ولم يقتل الأبرياء، سلاحه كاميرا نقلت وقائع حرب ومجازر معلنة على
الأطفال وشيوخ ونساء الأفغان.
ستبدد يا سامي عصر الظلمات ليسطع نور الحق وشعاع ما زال صعب المنال.
سامي الحاج الفرج ليس محالا, لكن لا تنسى أننا عرب سجناء في أوطاننا والأبطال حكامنا،
أقولها على مضض، نحن لسنا أحرارا لنفك أسرك ونخلصك من سطوة الأصفاد،
لأْننا أطياف رجال..