هل يؤذن تقرير كروكر – بتريوس بنهاية المالكي سياسيا ؟
علاء الطوالبة
08-09-2007 03:00 AM
بين مؤيد لبقاءها، وداع لرحيلها، بات تقرير قائد القوات الامريكية في العراق ديفيد بترايوس، والسفير الامريكي رايان كروكر أمام مجلس الكونغرس الامريكي بعد ايام قليلة محل اهتمام وترقب من جانب الساسة العراقيين الذين ينتظرون النتائج بفارغ الصبر. ولأن مصير البلاد وقياداتها مرتبط بما تقتضيه مصالح الولايات المتحدة، وليس العراقيين، فمن غير المدهش أن يقلق السياسيون من نتائج جلسة العاشر والحادي عشر من الشهر الجاري التي مهما حاولت تقارير مندوبيهم في العراق أن تبرر لحكومة المالكي وتنفخ فيها الروح، غير أنها لن تستطيع ان تغطي كل هذا العري الامريكي والتدخل الايراني "الميليشياتي" الفاضح في جلسة واحدة.
وبرغم محاولات المالكي لم شمل السياسيين وتلميع صورته أمام ادارة البيت الابيض، غير أن الانسحابات المتوالية للكتل المشاركة في السلطة وخاصة الوزراء السنة من حكومته، كشف الدور السلبي الذي تمارسه الحكومة في تقوية الطوائف علاوة عن فشلها الذريع في ايجاد تكتل موحد يلتقي تحت مظلته الجميع.
آخر محاولات المالكي في هذا الاطار كانت محاولة لرأب ما تشكل من صدوع داخل الحياة السياسية بدعوته لتشكيل جبهة رباعية الدفع تحت عنوان "تحالف المعتدلين" المكون من أحزاب كردية وشيعية رئيسة مع شخصيات شيعية معتدلة، وإقصاء ما اسماهم بالمتشددين من الجانبين، لكن سفينة "الاعتدل" هذه بطيئة جدا فهي تسير فيما يبدو على اليابسة.
الا أن خطرا آخر يتهدد المالكي وهو ضغوط من داخل حزبه يسيرها رئيس الوزراء السابق إبراهيم الجعفري الذي يقود تمردا على نار هادئة للإطاحة بالمالكي بتنسيق مع الحزبين الكرديين الرئيسين، والكتلتين السنيتين في البرلمان، فضلا عن النواب الصدريين.
المالكي يواجه ايضا، تيارا يقوده اياد علاوي يحاول جاهدا ان يسوق بضاعة جديدة لم نرها سابقا تتمثل بوضع خطة تعالج الازمة السياسية الخانقة ،وتنهي حالة التهميش لباقي الكتل التي فرضها تحالف كتلتي المالكي - الطالباني.
الاخبار الراشحة تؤكد بان برلمانيين عراقيين يجرون محالولات لإيجاد ارضية مشتركة تهدف لتقديم مشروع باجراء تصويت لحجب الثقة عن رئيس الحكومة، فسياسة المالكي خلال الاشهر الستة عشرة الماضية كانت محبطة، حسبما اتفقوا.
الاستحقاقات الامريكية لم تغب عن المشهد الذي يغرق فيه المالكي، فواشنطن تصر على تمرير مشاريع هامة، ومنها قانون النفط والغاز واعادة النظر في قانون اجتثاث البعث.
الاهم من هذا وذاك، ماذا حققت حكومة المالكي على الصعيد الامني؟، ففي مقارنة بسيطة بين شهري آب الذي اعقب الخطة الامنية الاخيرة وشهر تموز، ارتفع عدد القتلى بأكثر من مئة قتيل، وهو ما يشير بشكل واضح الى تقهقر ما زعمته الحكومة حول تحسن الامن وانخفاض مستويات العنف بتقلص عدد القتلى اليومي وحل ملف الميليشيات المسلحة.
كل ما سبق يعرقل، بلا ادنى ريب، سعي المالكي للوفاء بتعهداته السياسية التي قطعها أمام واشنطن، التي تدور فيها مناوشات سياسية لافتة حول العراق.
امام ما تقدم، ماذا سيقول بترايوس – كروكر للكونغرس؟..
إذا كان وعد بتريوس سيتحقق حول نيته عكس صورة واضحة وحقيقية لما يجري في الميدان، فإن المقصلة اقتربت من رقبة المالكي، فالديمقراطيون يشترطون تحديد جدول زمني للانسحاب مقرون بعشرات المليارات من الدولارات التي طلبها بوش لتمويل الحرب، فيما تتصاعد من جهة اخرى قوة الرأي العام الداعي الى تطبيق رؤية الديمقراطيين التي ترتكز الى تحقيق اصلاحات سياسية وأمنية تؤتي أكلها انسحابا مجدولا للجيش الامريكي في العراق.
وإذا ما صدق بتريوس، وقدم رأيه بتجرد عما يحصل في العراق، وقررت الادارة الامريكية تنحية المالكي، فمن البديل القادر على انقاذ ادارة بوش من الغارقة في الوحل ؟.