في لقاء جمعني مصادفة في شهر نيسان عام 1998مع النائب الاسبق ضيف الله الكعيبر النائب عن محافظة المفرق ، وكان الحديث بيننا يتمحور حول موضوع الزيادات التي اقرتها الحكومة على رواتب الموظفين، كنت محتداً ومتحمساً ومعترضا على الزيادة التي اقرها مجلس النواب لأنها ظلمت شريحة من الموظفين القدامى وخصصت لهم زيادة اقل من الزيادة التي خصصت للموظفين الجدد ، ولأن الزيادة كانت على علاوة غلاء المعيشة ولم تكن على الراتب الاساسي . قال لي : انا مقتنع بكلامك ولولا دفاعنا واصرارنا لما اقرت الزيادة بأثر رجعي من بداية العام 1/1/1998 .
قلت : ولكن الزيادة قليلة مقارنة بظروف الحياة والغلاء الذي شمل كل شيء حتى اجور الخدمات صارت في العلالي ( طراشة ، دهان ، ميكانيكي ، مواسرجي ، اجور عمال ) وما صاحبها من ارتفاع اجارات المنازل والمواصلات والدفاتر والكتب المدرسية واقساط المدارس الخاصة وفواتير الكهرباء والماء والهاتف . وهناك خطأ شائع عند اصحاب القرار حيث يعتقدون ان ارتفاع ثمن سلعة سيشمل هذه السلعة فقط ، ولا يدرون بأن هذه السلعة مرتبط بها سلع اخرى .
قال : ولكن الحمد لله نحن نعتز في هذا الوطن بتكاتفنا ومحبتنا واخوتنا ومساعدتنا لبعضنا البعض ، الحمد لله لا يوجد في هذا الوطن جائع ، مشكلتنا في هذا الوطن جوع المناصب .
وبعد ،،،، تذكرت هذا اللقاء وهذه الكلمات الرائعة والمعبرة من الشيخ ضيف الله الكعيبر التي اوجزت الحالة الأردنية " جوع المناصب " وتذكرت أن رئيس وزراء اسبق في لقاء سابق معه قال لي انه تلقى اكثر من (2500) طلب لمقابلة دولته او الاتصال معه هاتفيا او ارسال فاكسات للتوسط لبعض المناصب الحكومية . احلى الكلام .... لا اعتب على من يستجدي المناصب ، ولا اعتب على من يتوسط لمن يستجدي المناصب ، فهم مرضى وضعاف نفوس وفاسدون وجوعى يتلذذون ويتفنون بأكل لحوم وحقوق البشر ، ولكن اعتب واشفق على المسؤول الذي يقول " فلان فرض عليّ " لذا عينته في هذا المنصب .
Ohok_90@yahoo.com