رسالة مفتوحة الى الجيش السوري
اسعد العزوني
25-10-2011 05:19 AM
أيها البواسل الذين تربيتم على الروح القومية ، لكنكم وجدتم أنفسكم ، مسخرين لخدمة نظام ، العائلة !.. أخاطب فيكم الروح العروبية لا الروح الطائفية ، وقد كنت أتمنى الكتابة اليكم بعد تحرير الجولان ولواء الاسكندرون ، والشروع في تحرير فلسطين ، لكن هذه الأمنية لم تتحقق فوجدت نفسي مرغما على الكتابة اليكم بعد أن أصبح دوركم قتل ومحاصرة أبناء شعبكم !
لقد أجبرتم على اخلاء جبهة الجولان التى لا يتوجب تركها بدون اطلاق نار لحظة واحدة ، لأن الوضع الطبيعي هو مشاغلة العدو الاسرائيلي لانهاكه تمهيدا للانقضاض عليه ، وتحرير المحتل من أهلنا في الجولان ولواء الاسكندرون ومقدساتنا في فلسطين ، لتعود سوريا عرينا للعروبة والأحرار.
أيها البواسل المسلوبة ارادتهم ، ما كنا سابقا نعلم سر وضعكم وقلة حيلتكم وضعفكم المصطنع ، وكنا نعول عليكم في تحرير فلسطين ، لكننا اكتشفنا حجم الكارثة ، وهي أن أمن اسرائيل مرتبط بأمن سوريا ، وأن بقاء النظام السوري قويا هو مصلحة اسرائيلية !هذا ماقيل على ألسنة رموز نظامكم وبعض المسؤولين الاسرائيليين!
ما تفسيركم للارتداد الحاصل نحو المدن والقرى السورية لقتل ومحاصرة شعبكم والاستنفار على الحدود التركية ، مع أن تركيا احتضنت مفاوضات سورية – اسرائيلية قيل أنها غير مباشرة في أنقرة ولمدة ثلاثة أشهر ، ووافق الوفد السوري على عقد صلح مع اسرائيل ، لكن أولميرت رفض الفكرة لأنها تتضمن السماح لسوريا بالاتصال مع بحيرة طبريا؟
ما يجري حاليا هو توفير الدعم اللوجستي للأكراد كي ينفذوا عمليات مسلحة في تركيا ويأتي هذا الدعم بالتعاون مع اسرائيل التى تريد الانتقام من تركيا ، وكنا سنفرح لو أن مثل هذا الدعم جرى تقديمه للمقاومة الفلسطينية ، ونتمنى وقف التبجح باحتضان قادة المقاومة في سوريا ، فهؤلاء ليسوا مقاومين لأننا لم نسمع رصاصتهم على الحدود ولم نر عملياتهم في الداخل .
هناك الكثير من الملفات التى يتوجب فتحها وأولها هل يعقل أن يكون عاشق الممثلات العالميات الذي أنهك بكتابة الرسائل اليهن ، ومنسق الزهور مصطفى طلاس وزيرا للدفاع في سوريا ؟
وهل يعقل أن يشتهر هذا الوزير السابق بتأليف الكتب عن الجمال والزهور ، وبلده على خط المواجهة الأول؟مع أننا كنا ننتظر منه كتبا عن الاسترتيجية والتحرير!!!
هل يعقل أن يشفي حزب الله صدور قوم مؤمنين بتصديه للجيش الاسرائيلي صيف العام 2006 ووصول الصواريخ الى العمق الاسرائيلي في فلسطين ، وهو المدعوم ايرانيا من خلال سوريا ، بينما سوريا الدولة العريقة لم تصمد يوما في وجه الأعداء بسبب أوامر الانسحاب وعدم القرار بالمواجهة ؟
وهل يعقل أن يصمد المقاتلون الفلسطينيون في وجه الغزاة الاسرائيليين شتاء العام 2008 قرابة الشهر ومنعوهم من اعادة احتلال قطاع غزة ، مع أن القطاع ساقط عسكريا ؟ في حين أن الجيش السوري الذي كان مجهزا بأحدث انواع الأسلحة وفي مقدمتها مدرعات 72 التى سمح بخروجها للمرة الأولى فقط خارج دول المنظومة الشيوعية، الى سوريا ، لكنها وبفضل أوامر الانسحاب قصفت وهي منسحبة ، وهذا ما رأيته بأم عيني ، مع أن اسرائيل هي التى حددت طرق الانسحاب ! هذا الجيش لم يصمد ولم يواجه اسرائيل عام 1982 ، وسمح باحتلال بيروت بعد أن صنع جدارا عازلا بين المقاتلين الفلسطينيين والأراضي اللبنانية المحتلة آنذاك!!
وما زلت أذكر بيان الاذاعة السورية آنذاك الذي قال : نحن الذين سنحدد مكان وزمان المعركة ، ولن نسمح لأحد أن يجرنا اليها ! مع ان الجيش السوري وجد نفسه مجبرا على المشاركة في قوات حفر الباطن ضد العراق بالاشتراك مع أمريكا واسرائيل وفرنسا وبريطانيا وآخرين ، وها هم يحفرون للنظام هذه الأيام !
وهذا يذكرني ببيان ذات الاذاعة ابان حرب عام 1967 الذي أعلن سقوط الجولان بيد العدو الاسرائيلي مع أنها ما تزال تحت سيطرة الجيش السوري، وعندها اتصل اسحق رابين بقائد جيشه الأعور موشيه دايان وطلب منه التوجه للجولان لأن السوريين أعلنوا سقوطها ، لكن دايان اعتذر ظنا منه أنه فخ سوري ، لكن اتصالات لاحقة جرت بين تل أبيب ودمشق نجم عنها توجه الجيش الاسرائيلي الى الجولان لتسلمها ، وسمعنا بعد ذلك عن شيكات لكن بدون رصيدا !
كيف يقال على لسان التاجر رامي مخلوف ابن خال الرئيس والمهرج دريد لحام أن الجيش السوري وجد ليس لمحاربة اسرائيل ، بل للدفاع عن النظام ؟
هل سألتم كيف جرى اختفاء بعض قيادتكم ، ومنهم من وجد مقتولا ومقطعا في حمام منزله بعد مقتل باسل وتنصيب بشار؟وتسليم جثمانه الى اهله منتصف الليل طالبين منهم دفنها سرا في منطقة السد؟
ها هو النظام يزجكم في معركة ليست لكم ، لانهاككم ، بعد أن حولكم الى جيش طائفي ، وهناك من يقول أنه يريد ادخال العناصر السنية في الجيش . الى القتال ضد الشعب لكنه لا يضمن ولاءهم..ماذا يعني ذلك؟
أيها الأشاوس ، لا أنكر أن سوريا تتعرض لمؤامرة خارجية ، وأطرافها معروفون ، لكن من أوصل سوريا الى هذه المرحلة ؟ أليس هذا النظام الذي تبين للقاصي والداني أن المسافة بينه وبين القومية العربية أبعد من المسافة ما بين الثرى والثريا ؟
تحركوا قبل فوات الأوان ، فما زلنا نأمل بسوريا خيرا ، وستكون حركتكم سدا منيعا في وجه الخفافيش الذين يبثون سمومهم في طول البلاد وعرضها من خلال ثغرات الحكم وتصرفاته !
أنتم درع سوريا وأنتم من سيقطع الطريق على من يريد النيل من بلدكم ، فما يحدث ليس رسوم كرتون تنتجها فضائية الجزيرة ، بل هو فعل على أرض الواقع ، فسارعوا الى حماية بلدكم مما يخطط لها !
" ليس كل ما يعرف يقال ، لكن الحقيقة تطل برأسها "!