الوقوف على «السيف سايد» .. ليس سياسة إصلاحية
سلامه العكور
25-10-2011 04:35 AM
كنا قد تفاءلنا وشعرنا بارتياح ملحوظ جراء لقاءات رئيس الوزراء المكلف د.عون الخصاونة مع ابرز قادة الحركة الإسلامية واجتاحنا الظن بأنها قد تشارك في حكومته.. وعزز هذا التفاؤل تصريحاتهم بوصف هذه اللقاءات: (بالايجابية) (وبأنها تميزت باللغة الايجابية)..(ولمسنا رغبة ايجابية في الاصلاح من قبل الرئيس المكلف، وصدقا في اللهجة).. ثم قالوا: (لكن هذا لا يكفي) !!..
وقالوا: (ان شروط الاصلاح الشامل المطلوب لم تنضج بعد) !!..
اما المراقبون السياسيون في البلد او فلنقل معظمهم قد شككوا في احتمال مشاركة الاخوان المسلمين وجبهة العمل الاسلامي في حكومة الرئيس المكلف.. علما بأنه قد دعاهم بصورة مباشرة واخرى غير مباشرة الى المشاركة في حكومته.. وقد عزا بعضهم ذلك الى تخوفهم من ان لا يكون اداء الحكومة ومسيرتها الاصلاحية بمستوى هتافاتهم ومطالبهم في المسيرات والاعتصامات..
وعلما بأن كتاب التكليف السامي بجميع مضامينه ورسالة جلالته لمدير المخابرات العامة الجديد كافيان جدا لتشجيع الجماعة على المشاركة في الحكومة..
اذاً اتخذت الحركة الاسلامية من خلال رفضها او فلنقل اعتذارها عن عدم المشاركة في حكومة د.الخصاونة موقفا مسبقا، وقبل ان تراقب وتلاحظ وتدرس خطوات اداء حكومته.. ونستطيع القول هنا ان قادة الحركة الاسلامية غير مطمئنين لقدرة حكومة الخصاونة على المباشرة بالجدية والحزم الكافيين في اجراءات الاصلاح الشامل وفي مكافحة الفساد ومساءلة الفاسدين والمفسدين..
علما بأن د.الخصاونة كان قد بعث اليهم رسائل تطمين كافية تؤكد صدق عزمه على المضي في تلبية مطالب الحراك الشعبي بالحزم والارادة المطلوبين.. لكن وكما يبدو فإن للحركة الاسلامية حساباتها وتقديراتها الذاتية.. وقد يكون تسرب اسماء عدد من المرشحين للفوز بحقائب وزارية وسيادية في حكومته قد جعلها تتخوف من المشاركة بالحكومة..
لسنا مع هذا التوجه السلبي للحركة الاسلامية رغم انها تمارس حقها المشروع.. نريد مشاركة جميع القوى والاحزاب السياسية الفاعلة في حركة الاصلاح.. ونريد من الحركة الاسلامية باعتبارها قوة منظمة وفاعلة ومؤثرة في المجتمع ان يكون لها دور طليعي وبمستوى حجمها في تدشين خطوات الاصلاح وفي شد ازر الرئيس المكلف ودعم التوجه الحقيقي والفعلي نحو بناء الدولة الديموقراطية الحديثة.. اما ان تنتظر الحركة الاسلامية حتى تنضج شروط الاصلاح الشامل المطلوب اي ان تقف بموقع المراقب المتفرج على اداء الحكومة ورصد ثغرات قد تتخلل مسيرة الاصلاح لتختار لها موقفاً من الحكومة فهذا لم نكن نعهده.. في نهجها في العقود السابقة عندما كانت تشارك في وتدعم حكومات عرفية.. ان الازمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية التي تمر بها البلاد بحاجة ماسة الى جهود الجميع في الحكم وفي المعارضة.. فالاردن وطن للجميع ولا يجوز لاي قوة او حزب او جماعة ان تخذل مسيرته الاصلاحية.. ونرجو ان لا يخيب املنا من خلال ترك الرئيس المكلف وحكومته يواجهان كل هذه التحديات..
(الرأي)