الملف الاهم في المنتدى الاقتصادي العالمي هو البطالة . ليس لأنه هم إقتصادي فحسب بل لأنه أساس حراك الشارع العربي ومن هذا المنطلق فهو قضية عربية مشكلة وحلا .
المقصود هو أن حل مشكلة البطالة في الوطن العربي لا يأتي من الخارج وهو لا يسقط من السماء كما سمعنا من طروحات كانت في بعضها تريد ترحيل المشكلة أو تدويلها , فالحل يجب أن يأتي عربيا في آلياته ومحركاته.
الوطن العربي كما هو معروف ينقسم الى قسمين . الأول منتج للقوى البشرية والثاني منتج للثروات ومستوعب للقوى العاملة . وحتى لا يتعجل البعض الفهم , نقول إنه ليس المقصود أن تهب الدول الغنية في عالمنا العربي أموالها أو جزءا منها للبلاد المنتجة للقوى البشرية والتي غالبا ما تكون محدودة الموارد , وإن كان من المهم في هذا الجانب هو تدوير الرساميل في الدول التي تتوفر على فرص إستثمارية حقيقية تحقق عوائد , لأن وهب المال بالمجان عادة لم تعد قائمة .
المطلوب من الدول العربية الغنية , مساعدة الدول المنتجة للقوى البشرية في تدوير القوى العاملة المؤهلة , واالتوقف عن تفضيل الأجنبية في إطار تنافسي حقيقي.
المطلوب من الدول العربية الغنية منح الوقت الكافي للإصغاء لمطالب الدول المنتجة للقوى العاملة وهي في غالبيتها محدودة الموارد .
المطلوب من الدول العربية الغنية التشابك مع المبادرات التي يطلقها المفكرون والمتخصصون من الاقتصاديين العرب في سعيهم لوضع حلول لمشاكل النمو والبطالة في العالم العربي وهي مشاكل لم تعد تختص بدولة دون أخرى أو قطر دون آخر .
المطلوب من الدول العربية الغنية , ان تتعامل مع القضايا المطروحة باعتبارها قضايا تخصها وتمس أمنها الاقتصادي والسياسي .
الوقت لم يفت بعد لوضع المشاكل الاقتصادية العربية في إطارها الاقليمي , ومن ذلك تأسيس صندوق سيادي عربي وليس صندوقا لإنقاذ العالم .
qadmaniisam@yahoo.com
(الرأي)