تنفس الأردنيون الصعداء ، بعد رحيل حكومة البخيت التي أحدثت العديد من الأزمات ، و عهد ل "أبو علي" ذلك القاضي الدولي المتمرس بالقانون ، بتشكيل الحكومة ، مستبشرين بالقضاء على تلك الأزمات التي ورثتها ، وتمضي دون إحداث أزمات جديدة .
قد يختلف الأردنيون في درجات الإرتياح لتكليف عون الخصاونة ، الذي يجد بعضهم أنه يذكرهم بالرجال الرجال من الأردنيين الأوفياء للوطن ، والمحافظين عليه من أيدي العابثين والفاسدين ..وقد يجد البعض أنه من الصعوبة أن يحدث أي إصلاح في بلدنا في ظل الفوضى الشائعة ...
قد أتعاطف مع الرئيس الجديد ، ولكن لا أنحاز إليه ، ولعلي استبشر خيرا كغيري من الناس.
ولكن رغم السيرة الجيدة التي يحملها رئيس الحكومة المكلف ، أتساءل إن كان بإمكان حكومة يتزعمها قاضي دولي ينطلق عمله ورؤيته وفكره من روح القانون ، الذي أساسه العدل،ان يمسك الميزان من الوسط ، ويحقق العدل في مجتمع تحكمه العشائرية ، وخاصة أننا نعي تماما أن مثل هذا المنصب يستدعي أحيانا المراعاة ،وأحيانا المحاباة، وأحيانا المجاملات ، وأحيانا ربما تطغي الشللية عليه، هل بإمكانه أن يحقق العدل في مثل هذه الأجواء ؟؟؟؟.
لا أعرف كيف يمكن ل "عون " أن يوفق بين روح القانون والعدل،وبين المحاباة والمراعاة والمدارة والمحسوبية ؟ ، خاصة ما عرف عنه أنه يحمل صفات القاضي الإنسان، الذي لا يسمع إلا صوت الضمير ،وصوت الحق ، ويخشى الله ، ولا ينظر أمامه ، إلا إلى ميزان العدالة ، ويسهر على تطبيق القانون ،ويسعي إلى الصلح والإصلاح ، ويميل نحو الحق والعدالة ، مما يطمئنا حرصه على المال العام .
لقد صورت الأساطير قديما ألهة العدالة ، بتمثال لإمرأة معصوبة العينين ، وتمسك بيديها على ميزان العدالة ، أي أنهــــا تطبق القوانين على كل الشعب ،بلا أي تفرقة بين إنسان وآخر ، سواء ما يتعلق باللون أو الجنس أو الدين ، ومن دون أن ترى الوجوه ، ولا تدقق فيها ، حتى لا يقوم العدل على أساس المحسوبية أو المعرفة ، لذلك أدعوك أيها الرئيس القاضي أن تحافظ على الميزان ، لتحقق العدالة ؛ حتى ولو كان أحد الأطراف عدواً لك ، أو قريباً إليك ، فنحن ننشد الإصلاح في جميع المجالات ، بعد أن انتشرت المحسوبية والشللية ، وتفاقمت حالات الفساد، فاستشرت في معظم المؤسسات .
لذلك أيها الرئيس القاضي ، العدالة غايتنا ، فابق على الساق الذي يحمل الكفتين مستقيمة وغير مائلة ، إلى أعلى أو إلى أسفل ، حتى توزن فيهما الحقوق المتعادلة ، وأن لا ترجح كفة على حساب الأخرى ، كي لا يغلب الظلم في المجتمع .
في اللغة أصل العدالة هي : " ع د ل " ، وهو لفظ يقتضي معنى المساواة ، وإلى أن تتحقق لنا العدالة والمساواة في عهدك ، والقضاء على الفساد والمحسوبية ، ما علينا إلا أن ندعو لك بالقبول ، ولنا بالصبر الجميل ، فقد يأتي علينا يوم ترجح فيه كفة العدالة في الميزان ..
وندعو معا بأن لا يبقى ميزان العدالة ..مائل !.....
Jaradat63@yahoo.com