نكرة بآلاف المعارف .. هَزُلـَتْ
mohammad
20-10-2011 04:14 AM
كتب: محمد علي يوسف عكور - رحم من تغنّى بقوله:" وكم رجل يُعد بألف رجل" ، ولو طال به العمر لثنى يراعه ، وكف لسانه وما قالها ، لأنها أصبحت اليوم تقال في " شلعوط" وزَنتهُ السياسة بألف رجل . نعم هذا ما تمخض عن صفقة حماس مع صهيون، فقد وافقت صهيون على الإفراج عن ألف أسير فلسطيني ، مقابل الإفراج عن " جلعاد شاليط".
إنها صفقة رابحة لحماس ، إذ تـَحقق فيها نصرٌ كبيرٌ لها بالإفراج عن شرفائها مقابل "تسييب الشلعوط" . هذه صفقة رابحة في عالم السياسة ، لكنها صفعت الأمة على وجهها ، فقد بّينت ثمن الإنسان في بلادنا ، وكيف تقيّم المحافل الدولية الصهيونية مكانته. جلعاد شاليط المحتل المغتصب ، الذي تلوثت عروقه يرجس تاريخه، يساوي ألفا من الشرفاء الأبرياء الذين يموتون دون أعراضهم وأرضهم ودينهم. هذه الموازيين تفلق جبل ثبير قهرا، وتخرم البحر انتهاكا .
وما يفتت الفؤاد ألما هو ما نراه ، فكيف يفاوض قومنا بني صهيون، وهم يعرفون أن مليار مسلم لا يساوون في ميزانهم علجا من علوجهم؟!! كيف يتبجحون بالسلام المنهوك، والدبلوماسية المرذولة على طاولات لم يقبلونا لها أرجلا . ولعلنا نتذوق ذلك حينما نسمع ساسة العالم يتباكون على حرية جلعاد، وينادون بحقه ، طامسين الملايين تحت رماد حروبهم . ولقد عموا وصموا عن حقنا حين اعتقلونا في بلادنا فحولوها سجنا من طنجة إلى البصرة ، يحرسه لهم حملة سياط الماسون . وأشدّ ما يفتك بنا تلك الوداعة العربية الباهتة ، فنتأرنب يوما بعد يوم ، ويستأسدون لحظة بلحظة.
رحم الله الربعيّ بن عامر حينما حاور كسرى الفرس كالندّ الغالب ، وهو راع ٍ لم يكتمل عليه ثوبه ، ولم تمتلئ بعدُ بطنه. ولكنه امتلئ كبرياء زلزل عرش كسرى . ماذا يقول ربعيّ لو رآنا منبطحين بالجملة ، ليعفو عنا علوج الماسون مقابل صفحنا عن ذئب من ذئابهم الغاشمة.
إذا كان الوجود الصهيوني كلّه نكرة في سِفر التاريخ ، فماذا يكون جلعاد في هذه النكرة؟ وإذا كانت أمتنا كل ألف منها بجلعاد ، فأين نحن في ميزان التاريخ بعد أن كنا كعبة المعارف ؟! هكذا إذن نكرة بآلاف المعارف، في زمن النكرات . وياليتنا بقينا " الأربعة بدينار" ولا كنا " كل ألف بشاليط" .... هزلت .