يستطيع اي انسان ان يحكم على محدثه او مجالسه من خلال ما يستخدم من عبارات ومفردات وما ينم من نفسية المتحدث من قناعة بما يقول وتصميم على تحقيق ما يقول ويتحدث به في سره وعلنية وسواء كان بين الناس كمجموعة او في لقاءات ثنائية تجمعه مع افراد او جماعات.
الرئيس المكلف الدكتور عون الخصاونة هادىء بطبعه وهو لا يتكىء على ارث احد - على كثرته وغزارته - عشائريا وقربى وابوة وصداقات الا انه يريد ان يحكم الناس له او عليه من خلال الاداء والوعود التي يقطرها بقطارة شديدة الامساك حتى لا يرفع سقف التوقعات فلا يجد ما يعينه على قضاء القرارات الا النوايا الحسنة التي لا تسمن ولا تغني من جوع عندما يكون الامر متعلقا بضرورة دفع رواتب وتشكيل لجان وصرف مستحقات واقامة مشاريع ومصادقة على احتياجات المحافظات والالوية.
ما يملكه الرئيس المكلف هو ما يعطيه من ثقة بالمستقبل عندما تجلس اليه فهو يفكر في وطن لا بد ان يتجه نحو الاصلاح بدون تردد ولا ابطاء ولكن دون استعجال مع اعادة النظر في العديد من القرارات التي تم اتخاذها بمراجعة المتفحص الامين ولا يمنع ذلك من مراجعة صيغ بعض مواد الدستور المقر حديثا حيث امكانية وجود تناقض بين مادة واخرى لتنسجم مع المواثيق الدولية ولا مانع من تناول موضوع ازدواجية الجنسية التي تم تداولها في دول العالم بعد الحرب العالمية الاولى في ظل ظروف غاية في التعقيد الا ان مبررها الان لم يعد موجودا مع انه لم يقرر بعد كيف ستتجه الامور لانه يرى ان الامر بحاجة الى مراجعة مع السلطة التشريعية الشريكة في تحمل المسؤولية.
ولا ينسى الرئيس المكلف الحديث عن البيئة وضرورة الاهتمام بها واعطائها ما تستحق من تفرد وتميز وهو واثق بان الخلاف او الاختلاف بين الاردنيين ليس كبيرا ولا توجد فجوة في وجهات النظر لان الاردني بطبعه يحب وطنه ويحب ان يراكم الانجاز ويقدم القدوة عندما يجد جدية في معالجة القضايا المعلقة ومحاربة الفساد والمفسدين بجدية حقيقية بعيدا عن التخوين وقتل الشخصية الامر الذي يعني حزما مع لين وقوة من غير ضعف، بعيدا عن التهور والانزلاق الى مهاوي لا تحمد عقباها ولكنه مصمم على العمل على تقريب وجهات النظر وارساء قواعد العدل وتكافؤ الفرص ولا يهمل الجغرافيا والديمغرافيا ولا شك انه محاط بمعارف واهل واصدقاء كثر يصدقونه القول ويحيطونه بالرعاية مع عدم اهمال او انكار وجود المتزلفين المتملقين الذين يبحثون عن مقاعد وثيرة او حتى خشبية ولو على حساب المصلحة العامة او اخذا من نصيب الغير.
لدى الرئيس الجديد كم هائل من الحكمة والصبر والاناة وطول البال وهو قريب جدا من نبض الشارع يعرفه جيدا للحرية المسؤولة، لديه مساحة كبيرة ، ويده ممدودة لجميع الاطياف اخذا بعين الاعتبار كل تلاوين هذا المجتمع وموزاييكه الفاعلة ،ونظرته ثاقبة الى المسائل الشائكة التي تحبط الناس لكثرة علكها في الداخل بين الصالونات والصحافة ووسائل الاعلام المختلفة وهو حازم في معالجتها مستقبلا دون اساءة لاحد لان الوطن اكبر من الجميع ولا احد فوق القانون.
hamdan_alhaj@yahoo.com
(الدستور)