الأمير الحسن: المصالحة الحقيقية تعني إعادة اكتشاف الإنسانية المشتركة
15-12-2009 09:09 PM
عمون - قال سمو الأمير الحسن بن طلال إن المصالحة الحقيقية على المستوى العالمي تكون من خلال عملية شاملة يشترك فيها الجميع من أجل "إعادة اكتشاف إنسانيتنا المشتركة".
وأضاف سموه، خلال افتتاحه أمس في عمّان مؤتمر "قمة المصالحة العالمية"، أنه حتى تتحقق المصالحة لا بدّ من الابتعاد عن القوميات الضيقة، والنظر في القضايا عبر القطرية للعمل في سبيل المصالحة بين المصادر الإنسانية والطبيعية.
وأكّد في هذا السياق ضرورة التفكير الجاد في إنشاء صندوق للتضامن الاجتماعي يمكّن الفقراء ويمنحهم الفرصة للمشاركة الفاعلة في بناء مستقبلهم ومستقبل مجتمعهم البشري.
وقال سموه إنه من المهم مواجهة الجدران النفسية التي تعيق عمليات المصالحة، من خلال السعي للتغيير بواسطة العمل بدلاً من الكلام وأن نضع أنفسنا مكان الآخر، مؤكداً أن التقاء القواسم العالمية بالقواسم الإقليمية ضروري من أجل جسر الفجوة في الكرامة الإنسانية.
وشدد سموه على أهمية تحديد الأولويات بالاستماع إلى الناس لمساعدتهم على الوقوف على أقدامهم، وتفعيل أماكن العبادة في العمل الاجتماعي الحقيقي، حتى يسمو الدين فوق السياسة، مشيراً إلى أن الحديث عن دور الأديان يجب أن يرتبط بالمعايير الدولية وإقامة جسور فاعلة بين مختلف الأديان والقانون الدولي الإنساني.
وأكد أن البعد الأخلاقي لحل المشكلات والأزمات العالمية يتطلب فهماً عميقاً لها، إذ يجب الأخذ بعين الاعتبار الفهم الأنثروبولوجي للمجتمعات المختلفة، داعياً إلى النظر في مسائل الأمن والاقتصاد والثقافة في إطار القانون.
وسلم سموه في ختام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر جوائز "زمالة ديزموند توتو للمصالحة" لكل من الدكتور ايان كامبل وكاتارينا بيجوفيتش وإليزابيث لانغسلو.
وتهدف هذه الزمالة إلى توفير فرص للأشخاص من مختلف التخصصات للقيام بمشروعات تساهم في المصالحة داخل المجتمعات الإنسانية وبينها.
ويأتي مؤتمر "قمة المصالحة العالمية"، الذي تنظمه جامعة موناش الأسترالية ومعهد ملبورن الملكي للتكنولوجيا بالتعاون مع المركز الإقليمي للأمن الإنساني في عمّان، رداً على تنامي العنف السياسي في العالم، ويهدف إلى استكشاف دروب بديلة نحو السلام تؤكّد عمليات المصالحة المحليّة.
ويشارك في المؤتمر أكثر من مائتين من الناشطين والأكاديميين والخبراء الذين يمثلون منظمات غير حكومية ومنظمات ناشطة ودولية من سبع وثلاثين دولة.