خبراء عن صفقة القرن: الأردن يوظف الدبلوماسية و"كامب ديفد" لن يعقد
03-08-2019 05:11 PM
عمون - أحمد الزبون - في الوقت الذي يحاول به كبير مستشاري البيت الابيض وصهر الرئيس الامريكي، جاريد كوشنر، الترويج لخطة الإدارة الامريكية الموسومة بـ "صفقة القرن" عبر جولة زار فيها الشرق الاوسط، تمهيدا لاعلان الشق السياسي فيها جاء الرد حاسما "لا" في كل من الأردن ومصر وفلسطين.
خبراء تحدثوا لـ عمون، قالوا إن الإدارة الأمريكية لا تزال تتعامل مع الخطة وفقا لمواقف أيدلوجيا دون أن تضع اعتبارات لحقوق الشعب الفلسطيني والمصالح العربية المشتركة.
ولم يتفق الخبراء على موعد محدد لإعلان الشق السياسي لصفقة القرن في حال سيتم اعلانه قبيل الانتخابات الإسرائيلية من بعدها.
*المملكة توظف الدبلوماسية دون أن تقبل بـ بصفقة القرن
وزير الخارجية الأسبق الدكتور مروان المعشر، قال لـ عمون إن المملكة تحاول توظيف الدبلوماسية دون أن تقبل في صفقة القرن، مشددا على أن الأردن لا يمتلك إلا أن يرفض الصفقة كونها تضر بالمصالح الأردنية والفلسطينية على حد سواء.
وأضاف المعشر لـ عمون، إن الإدارة الأمريكية تتعامل في الشرق الأوسط وفقا لمواقف ايدلوجيا مرتبطة مع إسرائيل دون أدنى اعتبار للحقوق الفلسطينية تزامنا مع تجاهل واضح للحقوق الأردنية.
وتابع، أن كوشنر يحاول تسويق صفقة غير قابلة للتسويق أردنيا كونها تهدد الأردن وجوديا، مشيرا إلى عدم وجود أية مغريات مالية تجعل الأردن يقبل بمثل هذه الصفقة.
وأكد على الرفض العربي القاطع للصفقة بسبب تجاهل الحقوق الفلسطينية، منوها الى أن الجانب الأمريكي غير مكترث بالمطالب العربية.
ولم يتوقع المعشر فرض عقوبات اقتصادية على الأردن جراء موقفه الثابت من صفقة القرن، مؤكدا أن المملكة تتمتع بعلاقات جيدة مع إدارات متعددة داخل الإدارة الأمريكية.
وأشار إلى أنه في حال فرض عقوبات اقتصادية على الأردن ستكون العقوبات "اهون" من قبول صفقة ستنجم عن تصفية القضية الفلسطينية، وإلحاق اضرار بالأمن القومي الاردني.
واستذكر المعشر، على ضوء الحديث عن العقوبات الاقتصادية، حالة مماثلة شهدتها المملكة بعد فرض عقوبات اقتصادية جراء موقف الأردن المتمثل بعدم دخول تحالف ضد دولة عربية إبان الحرب الأمريكية على العراق عام 1990، وتم فيها قطع جميع المساعدات الخليجية والأمريكية.
ولفت الى أنه " إذا كان الثمن تصفية القضية الفلسطينية، فلن يقبل الشعب الأردني".
واستبعد المعشر اطلاق الشق السياسي للصفقة قبيل الانتخابات الإسرائيلية المزعوم إجرائها في منتصف الشهر القادم.
*الاتفاق الثلاثي سيمنع مؤتمر في كامب ديفيد
ومن جهته قال الخبير في الشأن الفلسطيني حمادة فراعنة، السبت، إنه لن يكن هناك مؤتمر في كامب ديفيد بسبب الرؤية الموحدة الثلاثية بين الأردن ومصر وفلسطين دون تحقيق خطوات عملية ملموسة.
وأكد فراعنة لـ عمون، أن جلالة الملك قطع اجازته الخاصة حتى يتسنى له التنسيق مع مصر وفلسطين، وتقديم رؤية ثلاثية الاطراف بصورة موحدة للإدارة الأمريكية.
وأضاف، أن الموقف الثلاثي الصلب لن يقبل بمؤتمر في كامب ديفيد إذا لم يوجد التزامات بمطالب شروط التسوية، مرجحا أن الوجه السياسي لصفقة العصر سيقدم قبيل الانتخابات الاسرائيلية التي من المفترض إجرائها منتصف أيلول.
وبين فراعنة، أن زيارة كوشنر إلى الشرق الأوسط ترمي لتحضير إعلان الوجه السياسي للصفقة، وتجاوز حالة الهزيمة في مؤتمر المنامة، وإعادة التأكيد على ما حصل في ورشة المنامة.
وتابع، أن التخوف الأردني ناجم من حذف قضية القدس وملف اللاجئين من أي مفاوضات مستقبلية، منوها إلى أن القضيتين تشكلان حالة من القلق للمصالح الأردنية.
ولفت إلى عدم صحة المعلومات المتعلقة بقدوم الفلسطينيين للأردن، مستندا على أن ورشة المنامة الاقتصادية تتحدث عن تطوير الضفة الغربية.
وكان استقبل جلالة الملك عبدالله الثاني، في قصر الحسينية، الأربعاء، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي، جاريد كوشنر، الذي زار الأردن ضمن جولة له تشمل عددا من الدول في المنطقة.
وأعاد جلالة الملك التأكيد على ضرورة تحقيق السلام العادل والدائم والشامل على أساس حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.