رغم ان الاعلام بكل اشكاله ومسمياته هو السلطة الرابعة ومرآة الوطن وصوت الامة وبرلمانها الدائم الانعقاد والعمل الا اننا نعيش في الوطن كاعلام رسمي كما يحلو للبعض تسميته في حالة من الخوف والرعب امام كل حادثة لها مساس بالوطن ولا نعرف كيف يكون الحديث فيها وتناولها من كل جوانبها وكآننا بلا هوية تحملنا نحو الافاق الرحبة....محصورين تحت وطآة الخوف من الحديث والتعليق عما يجري لاننا اعلام حكومات وليس اعلام دولة يحمل مهنية عالية في الاداء وقدرة على التفاعل مع كل ما يجري .
ذكرني ما حدث في قلعة المجد والصمود ...في قلعة الكرك الابية ودور محطاتنا الاعلامية المرئي والمسموع منها برائعة نزار قباني قارئة الفنجان "فسماؤك ممطرة وطريقك مسدود مسدود" وليس هنالك من مخرج امام هذا الصمت الرهيب والقاتل ونحن نرى ونسمع كل العالم يتحدث عن المجموعة الارهابية التي تحصنت في اكبر القلاع في الوطن ويشرعون الابواب لكل التآويلات والتكهنات التي لااصل لها مما يثير مخاوف الناس والرهبة من القادم واعلامنا نائم مرعوب لادور لاداراتة الا البحث عن السفر والعوائد المالية والكراسي الدوارة التي اصابت الجميع بالدوار وغيرها مما شكل فوضى عارمة في كل وسائل الاعلام المرئي والمسموع واعلامنا الرسمي المعتق غارق في سبات عميق لاحول له ولاقوة....
كان اولى ان نآخذ العبرة مما سبق من الاحداث في الوطن وخارجه وان نتعظ من انفسنا وغيرنا بدل ان يتعظ الاخرون منا.
لا الوم العاملين والاعلاميين في هذه المؤسسات لانهم مكبلون بقرارات الادارات وممنوعون من الحديث الا بموافقة تلك الادارات ولا اقول القيادات لان الفرق شاسع بين المصطلحين....نعم لم تستطع هذه المؤسسات ان تجدد الدماء فيها ممن لهم القدرة على التعامل مع الاحداث وحسن ادارتها وان تمنح الحرية التي نسمع ان سقفها السماء لمنتسبيها للحديث عن كل مايدور في الوطن وخارجه . والا اين المندوبين في المحافظات والذين من واجبهم نقل صورة الوطن ؟ واين جيش الكاميرات وسيارات النقل الخارجي التي اشبعتنا صورا وحديثا عن كل ثلاثة واكثر التقوا في قاعة ما ؟
اننا بحاجة الى اعادة تقييم حقيقي لهذه المؤسسات ,واصلاحها اصلاحا" يليق بالوطن واهله ومحاسبة المقصرين وتعيين قائمين عليها ممن لهم رؤية ورسالة واضحتين وقادرين على ادارة العمل الاعلامي بكل كفاءة واقتدار بعيدين عن الواسطة التي جلبت لنا كل اشكال التآخر عن الركب الاعلامي ....ولهذا اريد ان اصرخ لانني اصبحت اعرف سبب شعورنا بالنعاس ونحن نشاهد ونسمع محطاتنا الاعلامية وسبب استيقظنا فجآة وشعورنا بالنشاط فور اغلاقها او الانتقال منها الى محطات اخرى ... اما شبكات التواصل الاجتماعي فقد ادارت الازمة بكل قدرة وكفاءة و شدتنا نحو الحدث الجلل والتفاعل معه وبكل الصور التي تعبر عن الانتماء للوطن وترابة .
الرحمة والغفران لشهدئنا شهداء الواجب والعزاء لاهاليهم ....وسيبقى الوطن عزيزا بابنئه شامخاً لن تحنيه الشدائد وسنحميه بالنجيع منا.