د. أبو حمور: الأوراق النقاشية الملكية أكدت دور الشباب
07-12-2016 09:35 AM
عمون- ناقش لقاء منتدى الفكر العربي، مساء الثلاثاء 6/12/2016، موضوع "اتجاهات الشباب الأردني نحو المشاركة السياسية"، وألقت د. صفاء الشويحات الأستاذ المشارك في الجامعة الألمانية الأردنية (تخصص أصول التربية)/ عضو المنتدى والمستشارة الأكاديمية سابقاً في المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، محاضرة موسعة أجملت فيها نتائج سلسلة من الدراسات الميدانية التي قامت بها على طلبة الجامعات الأردنية الحكومية والخاصة، والموزعة في مختلف أقاليم المملكة، ومن مختلف التخصصات والمستويات الدراسية، ذكوراً وإناثاً، خلال الأعوام 2013-2016، واعتمدت فيها منهج المسح الاجتماعي بالعينة. كما تطرقت إلى بالتربية الوطنية في الأردن على مستوى المدارس والجامعات، من واقع مراجعة الدراسات المتعلقة بواقع التربية في المدارس، وكذلك بالحس المجتمعي والوطني العام؛ مشيرة إلى أن هذه الدراسات جاءت انسجاماً مع توجهات جلالة الملك عبد الثاني ابن الحسين التي عبَّرت عنها الأوراق النقاشية الملكية، بهدف ترسيخ الديمقراطية منهجاً وأسلوب حياة، والسعي لتأسيس الدولة المدنية وسيادة القانون والمواطنة الفاعلة بمبادئها وأخلاقياتها.
أدار اللقاء وشارك فيه د. محمد أبوحمور الأمين العام لمنتدى الفكر العربي، بحضور أكاديميين وتربويين وممثلي مؤسسات المجتمع المدني ومسؤولين في القطاع الشبابي قيادات شبابية وكُتّاب وإعلاميين.
كلمة د. محمد أبو حمور
وأشار د. أبوحمور في كلمته التقديمية إلى أهمية حصيلة الدراسات التي أنجزتها د. الشويحات، كونها دراسات تقييمية لدور الجامعات الأردنية في تمكين طلبتها للمشاركة السياسية، ورفع مستوى اتجاهاتهم وقيمهم ومهاراتهم نحو مزيد من الوعي والمشاركة بوعي وخلق ومسؤولية؛ مؤكداً أن هذا الموضوع يحظى باهتمام المعنيين على المستوى الرسمي والأكاديمي ولدى مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الشبابي؛ موضحاً أن الأردن في مقدمة الدول العربية التي نجحت قيادتها في التقاط الإشارات التي أفرزتها تداعيات الربيع العربي مبكراً، وبادرت إلى إطلاق رؤى للإصلاح والتطوير ورسم طريق المستقبل الآمن وتجنب السير في طريق مجهول، وتأكيد دور الشباب وقيمته في صناعة هذا المستقبل، من حيث أنه طاقة دينامية للتحديث والتطور والتغيير والتعامل الواعي مع التحديات.
واوضح د. أبوحمور أن الأوراق النقاشية الملكية الست، التي طرحها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، ركزت على تمكين الشباب ودوره ضمن محاور عدة من أهمها: التعليم باعتباره أساس الاستقرار والبناء الديمقراطي، والرافد لجيل واعٍ متمكّن بنشأة سياسية ومستوعِب للعملية الديمقراطية، والمُعالِج للممارسات السيئة والمفاهيم الثقافية والقيمية السلبية. وكذلك التنمية السياسية وتعزيز المشاركة من خلال العمل الاجتماعي، والمشاركة في الانتخابات، والأنشطة السلمية البناءة التي تراعي مصالح الوطن، بما في ذلك الأنشطة الطلابية والكشفية والحوارات والجلسات النقاشية في الشأن العام. وبناء نموذج اقتصادي جديد ومستدام يسعى لتحسين مستوى معيشة أبناء وبنات الوطن. وضرورة وجود نظرة شمولية للشباب، مع دعم مواقع الإدارة في الدولة بالكفاءات والقيادات الجديدة التي تُساهم بالارتقاء بها والنهوض بعملها، واعتماد الكفاءة والجدارة كمعيار أساس ووحيد للتعيينات.
وقال د. أبوحمور: إن رؤيتنا في منتدى الفكر العربي لقضايا الشباب والمشاركة لا تفصل هذه القضايا عن قضايا المجتمع ككل، بل إن قضايا الشباب هي في صميم الأزمات والمشكلات التي ينبغي أن نباشر بإيجاد الحلول العملية لها، سواء في التعليم والبحث العلمي والتكنولوجيا والتدريب والتأهيل، أو في حُسن توزيع القوى العاملة والاتجاه إلى التصنيع والتخفيف من البطالة، أو رعاية الإبداع، وغير ذلك، وصولاً إلى المشاركة السياسية التي هي حصيلة الوعي والفكر والمنهجية، والقدرة على الممارسة المسؤولة من أجل النهوض الاجتماعي، ذلك أن تعزيز دور قطاع اجتماعي واسع سيشكل حوالي 70% من المجتمعات العربية مع دخول هذه المجتمعات حقبة الفرصة السكانية عام 2030، يعني أن هذا القطاع هو الذي سيرسم شكل المستقبل العربي في النهاية.
وأضاف د. أبوحمور حول دور منتدى الفكر العربي في دراسة القضايا الشبابية، إلى أن المنتدى وبتوجيهات من رئيسه وراعيه سمو الأمير الحسن بن طلال في إدامة التواصل والحوار واللقاءات مع الشباب، ينظم كل عامين مؤتمراً شبابياً، يشارك فيه الشباب العربي في الحوار والمناقشة حول قضايا مجتمعاتهم وأُمّتهم، ولهم الدور الرئيسي في طرح القضايا والبحث فيها ومناقشتها وقيادة ورشات العمل وصياغة التوصيات. وقد عقد المؤتمر الشبابي السادس "الاقتصاد العربي وتمكين الشباب للمستقبل" في مطلع كانون الأول العام الماضي، وسيعقد المؤتمر الشبابي السابع خلال الأشهر القليلة القادمة من عام 2017. كما أن المنتدى حرص على أن يشارك الشباب العربي في مناقشة وصياغة محتوى "الميثاق الاجتماعي العربي" 2012، و"الميثاق الاقتصادي العربي" 2015.
محاضرة د. صفاء الشويحات
في محاضرتها، طرحت د. صفاء الشويحات نتائج دراساتها حول درجة تمثل طلبة الجامعات الأردنية لمفاهيم المواطنة الصالحة، ومعرفتهم بالنصوص المتعلقة بمختلف أشكال الحريات العامة الواردة في الدستور الأردني، وواقع شيوع الحريات العامة المنصوص عليها في الدستور الأردني في المجتمع من وجهة نظر الطلبة، والترتيب التنازلي لأولويات شيوع الحريات العامة في المجتمع من وجهة نظر الطلبة أيضاً. كما تناولت الفروقات ذات الدلالة الإحصائية في درجات الوعي بكل شكل من أشكال الحريات، وتقدير درجة شيوعها وممارستها في المجتمع الأردني، وفق ما يراه طلبة الجامعات وتبعاً لمتغير دراسة مساق التربية الوطنية أو عدم دراسته.
وحول نتائج الدراسات عن اتجاهات الطلبة نحو المشاركة السياسية، أوضحت د. صفاء الشويحات النتائج المتعلقة بدرجة فهم الطلبة لمفهوم هذه المشاركة، ودرجة تقييمهم لها في واقع المجتمع الأردني، وأسباب امتناع بعض الطلبة عن التصويت في الانتخابات النيابية، وتوقعات الطلبة إزاء المشاركة في الحياة السياسية مستقبلاً، وفروقات الدالة الإحصائية بين اتجاهات طلبة الجامعات نحو المشاركة السياسية ومتغيرات الجنس، ودراسة مادة التربية الوطنية، والاهتمامات السياسية للأسرة، ومكان إقامتها.
كما أظهرت النتائج واقع الوعي السياسي لدى طلبة الجامعات وسبل تطويره من وجهة نظر الطلبة أنفسهم، ودرجة الوعي لديهم بأساسيات المواطنة والديمقراطية، والوعي بطبيعة النظام السياسي الأردني القائم، وكذلك درجة الوعي بأثر تحديات ثورات الربيع العربي والإعلام المُصاحب لها على الواقع الأردني، والفروقات ذات الدلالة الإحصائية المتعلقة بدرجة الوعي السياسي لدى الطلبة تبعاً لمتغير دراسة الطالب/ الطالبة لمادة التربية الوطنية، ومرجعية الجامعة (حكومية/ خاصة)، وموقع الجامعة الجغرافي وفقاً للإقليم (شمال، وسط، جنوب)، وسُبل تطوير الوعي السياسي في الجامعات الأردنية من وجهة نظر الطلبة أنفسهم.
ودعت د. صفاء الشويحات في مجال دراسة واقع التربية الوطنية في المدارس والجامعات الأردنية إلى تأسيس هيئة وطنية عليا لمتابعة الشؤون المتعلقة بالتربية الوطنية والتربية السياسية تحت مظلة وزارة التربية والتعليم، ووزارة التعليم العالي، من أجل التطوير والعصرنة في التخطيط والمحتوى الدراسي وأساليب التدريس، مع ضرورة تحقيق مبدأ اقتصاد المعرفة، وتوظيف وسائط الاتصال الحديثة، بما في ذلك الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي، والهواتف النقالة، وغيرها لاستثمار التكنولوجيا ومنافعها في اتجاه إيجابي.