حجر بناء بلاستيكي بديلٌ عن التقليدي في غزة (صور)
01-12-2016 12:04 PM
عمون - نجح مهندسان من مدينة غزة بصناعة حجر بلاستيكي صديق للبيئة، يستخدم في بناء أسقف الباطون بدلًا عن حجر "الريبس" التقليدي، ويعطي متانة أفضل، ويسهم في نفس الوقت بحل مشكلتي نقص مواد البناء، وازدياد النفايات البلاستيكية.
ويعد المشروع، الذي أطلق عليه المهندسان المدنيان أحمد الجدبة وأيمن عاشور اسم "أيسر"، المشروع النوعي الأول في فلسطين، ويستخدم مادة البلاستيك بديلاً عن الرمل والحصمة والإسمنت في انتاج الحجر العادي.
وتشكلت الفكرة لدى الشابين بعد بحثهم عن حلول لأبرز المشاكل التي تواجه قطاع غزة، فمنع الإسمنت جعل مهمة الحصول على حجر تقليدي أمرًا صعبًا، بالإضافة لوجود عشرات الأطنان من النفايات البلاستيكية غير المستغلة.
ويعد التلوث البلاستيكي من أكثر المشاكل التي تواجه البيئة في العالم؛ نظرًا لأنه يأخذ وقتًا طويلًا للتحلل، وكذلك يؤثر على المياه الجوفية إن تسرّب إليها.
وبدء الشابان بتطبيق الفكرة عقب تخرجهما من الجامعة الإسلامية، وفوزهما باحتضان مشروع "مبادرون"؛ ليحصلا على منحة مالية بأربعة آلاف دولار من أجل الشروع به.
مميزات الحجر
ويقول المهندس أيمن عاشور (24عامًا)، في حديثه لمراسل "صفا"، إن الحجر البلاستيكي أخف وزناً بنسبة 90% عن الحجر التقليدي؛ إذ يصل وزنه لنحو 1.5 كيلو جرام، في حين يصل وزن حجر "الريبس" ما بين 17-20 كيلو.
ويسكب المهندسان البلاستيك المعاد تدويره بقالب حديدي في إحدى مصانع تشكيل البلاستيك بمدينة غزة؛ ويضيفان إليه موادًا كيميائية لزيادة قوته وصلابته، وأنتجا حتى اليوم مائة حجر منه.
ووفق ما يقول الجدبة لمراسل "صفا"؛ فإن أول حجر بلاستيكي تم إنتاجه مطلع سبتمبر 2016، ووصلت قوة تحمله إلى 140كيلو جرام على سطح متر مربع.
وتقدر تكلفة الحجر البلاستيكي نحو ستة شواقل (الدولار 3.85 شيقل)، في حين يبلغ سعر الحجر التقليدي 4 شواكل؛ لكن فرق هذا السعر قد يوفره الزبائن في توفير كميات من الاسمنت في القواعد والأعمدة.
وأجرى المهندسان تجربة ناجحة لبناء أول سقف باستخدام أحجار بلاستيكية على مساحة 30 مترًا أمس الأربعاء.
المعوقات والدعم
ويشير المهندس الجدبة إلى أن تكلفة المشروع حتى اليوم بلغت نحو 10 آلاف دولار، كان منها 7 آلاف من نصيب القالب الحديدي الخاص بصناعة الحجر.
ويضيف "اضطررنا لدفع 6 آلاف دولار من جيبنا الخاص، واستغرقنا 9 أشهر لإنتاج أول حجر بلاستيكي؛ نظراً لعدم توفر القطع المطلوبة للقالب الحديدي".
وشكّل ارتفاع أسعار البلاستيك المعاد تدويره عائقًا كبيرًا أمام الشبان؛ إذ تضاعف سعره عقب منع سلطات الاحتلال الإسرائيلي إدخال البلاستيك الجديد بفعل الحصار المستمر منذ نحو عشر سنوات.
وفي حال توفرت الإمكانيات اللازمة، فإن الشابين يخططان لتحويل المشروع إلى تجاري لتغذية السوق المحلي بالحجارة البلاستيكية.
وحول جهودهما للحصول على براءة اختراع، يلفت الجدبة إلى أنهم تواصلوا مع الجهات المعنية في غزة ورام الله، مؤكدًا أن مشروعهم سيعرض على لجنة فنية مختصة خلال الأيام القليلة المقبلة للحصول على ذلك.
ويطمح الشابان أن يصل مشروعهما إلى العالمية، وليس للمستوى المحلي فحسب.
ثورة في الانشاءات
ويقول استشاري المقاولات الهندسية بمكتب بابل في غزة مروان عاشور إن الحجر "سيشكّل ثورة في عالم الانشاءات في حال توفّرت له الإمكانات والدعم المطلوب".
ويوضح عاشور، في حديثه لمراسل "صفا"، أن الحجر البلاستيكي سيعمل على حل العديد من الإشكالات الموجودة في قطاع الانشاءات بشكل عام، منها زيادة المسافات بين أعمدة البنايات إلى 10 أمتار، والتي بدورها ستقلل التكاليف الانشائية للمبنى بنسبة نحو 20%.
ويضيف "الحجارة البلاستيكية إن توفرت بالشكل المطلوب؛ بإمكاننا إدخالها بالبنايات والأبراج في قطاع غزة، وذلك يتوقف على توفر كميات كبيرة من الحجارة".
وعن مميزاته أشار عاشور إلى أن خاصية التوفير والأحمال هما أهم سماته، عبر تخفيف الأحمال على المبنى، وخاصة المساجد وصالات الأفراح التي يعيقها كثرة العمدان الخرسانية.
ويعدّ حمل هذه الأحجار إلى أسقف البنايات سهلًا مقارنة بالحجر التقليدي، إذ إنه لا يحتاج إلى رافعات، ويمكن للشخص الواحد حمل أكثر من 20 حجرًا.
صفا