رامي خوري يحاضر حول شؤون الشرق الأوسط في جامعة نورثويسترن بقطر
المحلل السياسي المخضرم والصحفي الدولي رامي خوري
18-10-2016 04:34 AM
خوري : لابد من حل المشاكل المتجذرة في المنطقة – ومنها الديموقراطية والتعليم وشؤون العمال والهوية الوطنية ..
عمون - عقد المحلل السياسي المخضرم والصحفي الدولي وعضو المجلس الاستشاري المشترك لجامعة نورثويسترن رامي خوري عدداً من الجلسات مع الطلاب والأساتذة والموظفين في الجامعة تناول فيها أبرز التحديات التي تواجهها المنطقة، مستندًا في حديثه على خبرته التي قاربت خمسون عامًا في الكتابة عن شؤون الشرق الأوسط والسياسة العامة في المنطقة.
وعقدت الجلسة الأولى تحت عنوان "عشرة حروب مختلفة في سوريا وصدمة الشرق الأوسط المعاصر"، فيما عقدت الثانية تحت عنوان "فهم التهديد الحقيقي لتنظيم داعش: اختلال الإنتماء للدول العربية والملايين تبحث عن المواطنة".
وتعليقًا على زيارة خوري، قال إيفيرت دينيس عميد جامعة نورثويسترن ورئيسها التنفيذي: "بدوره أحد أبرز الأصوات المفسرة لاوضاع الشرق الأوسط لدى الغرب، توفر زيارة السيد خوري فرصة فريدة من نوعها للطلبة والأساتذة للخوض في نقاشات تخص المنطقة مع أحد ألمع وجوه الصحافة في الشرق الأوسط. حيث تتيح خبرة خوري الواسعة بأكثر المواضيع نقاشًا في العالم –سوريا وتنظيم داعش - لطلبتنا وأساتذتنا فرصة لفهم والاطلاع على جميع العوامل المؤثرة في هذه التحديات"
وخلال هاتين الجلستين ، تجمع طلاب وأساتذة وموظفي نورثويسترن للاستماع إليه ومناقشة تحليل خوري للأوضاع في المنطقة. فخلال الجلسة الأولى، ناقش خوري الحرب الأهلية والدولية في سوريا.
"إنها أكبر حرب وكلاء في الشرق الأوسط"، قال خوري، "الأوضاع في سوريا تكشف جميع المشاكل في المنطقة، والطرق الحديثة للتفاعل والتعبير السياسي". وأضاف أن الحرب لن تنتهي الا بفوز أحد الأطراف أو بتعرض البلد إلى اجهاد كبير يدفعها إلى القبول بحل مؤقت".
كما تحدث خوري خلال الجلسة عن التحدي الأكبر التي تواجهها جامعة نورثويسترن في قطر بكونها مؤسسة تعليمية ودورها بتعليم الطلاب كيفية التعامل مع مشاكل معقدة سياسيًا واجتماعيًا وتحليلها وفهمها بدقة.
وأضاف قائلاً: "البحث والتحليل هم من أهم العوامل في الإعلام الجيد، وتزويد الطلاب بالمهارات الصحيحة في إيجاد المعلومات الدقيقة سيساعدهم في ممارسة التقييم الصحيح خلال الكتابة عن السياسة والسياسة العامة.
وخلال حوار مفتوح قام بادراته زاكاري رايت، أستاذ مساعد في الجامعة، طرح الطلاب والموظفين أسئلة مختلفة عن سوريا ودور الإعلام في تحضير التقارير عن هذا النوع من الأحداث.
كما قام أحد الطلاب بطرح سؤال لخوري عن رأيه كصحفي متمرس عن خطورة تبسيط الأمور في الإعلام، وعن تعود المشاهدين على مشاهد العنف والقتل والأخبار السيئة.
وأجاب خوري: "علينا النظر إلى الأمور من مستويين – الأول على حياة الأفراد الشخصية والثاني على الاتجاهات الأوسع. المشكلة اليوم تكمن ان المعلومات متوفرة بكثرة ومن عدة مصادر سواء إخبارية أو وسائل التواصل الاجتماعي، ومن هنا ياتي دور الصحفي في رصد أهم المعلومات وإيصالها إلى الجمهور بشكل صحيح. على الصحفي فهم الوضع، والتحدث مع أطراف مختلفة، ودراسة المعلومات، والقيام بالأبحاث ومن ثم شرح جميع ذلك للقراء بأبسط طريقة ممكنة وبأسلوب يقدمها بطريقة تشوقهم وتعرفهم بأهمية الموضوع".
وفي الجلسة الثانية، التي قام بإدارتها خالد الحروب، الأستاذ بجامعة نورثويسترن في قطر، تحدث خوري عن المشاكل في المنطقة التي خلقت الفوضى وعدم الاستقرار واتاحت المجال لظهور مجموعات متطرفة مثل تنظيم داعش. فقال خوري: "التواجد العسكري في المنطقة يعود الى الثمانينات، بالإضافة إلى تطرف السجناء في السجون العربية، أدت إلى تشكيل هذه الحركات. ولفهم معنى تنظيم داعش وأصلهم، علينا دراسة مسار نموهم ودور المشاكل الاجتماعية والسياسية غير المعالجة كالاقتصادات الفاشلة والأحكام غير الشرعية التي سمحت بظهورهم".
كما شدد خوري على ضرورة حل المشاكل المتجذرة في المنطقة – ومنها الديموقراطية والتعليم وشؤون العمال والهوية الوطنية وغيرها – والتي برأيه لم يتم معالجتها من قبل الحكام والقوات الدولية على الرغم من أهميتها في القضاء على المجموعات الإرهابية وإحلال السلام والاستقرار مجددًا في المنطقة.
يعد خوري زميل في معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة الأمريكية في بيروت بعدما شغل منصب مدير المعهد، ويكتب في الصحافة الدولية، وكذلك كزميل في جامعة هارفارد. وقد عمل سابقًا كرئيس تحرير تنفيذي لصحيفة ديلي ستار في لبنان وقبل ذلك كان رئيس تحرير جريدة جوردان تايمز. وكتب لسنوات عديدة في العديد من المطبوعات الدولية الرائدة، بما في ذلك فاينانشيال تايمز، صحيفة بوسطن غلوب، وصحيفة واشنطن بوست.