صدر امس تقرير الوظائف الامريكية لشهر اغسطس ليكشف عن استحداث الاقتصاد الامريكي لـ 151 الف وظيفة؛ اي اقل بكثير من تقديرات السوق التي توقعت ان يستحدث الاقتصاد 180 الف وظيفة.
على وقع الخبر، سجلت الاسواق الامريكية والعالمية ارتفاعات شاملة. مؤشر الداو جونز (Dow Jones) اضاف 72 نقطة ومؤشر الاس اند بي 500 (S&P500) اغلق مرتفعا ب 9 نقاط، فيما اغلق مؤشر الفتسي 100 (FTSE 100) مرتفعا ب 150 نقطة تقريبا.
سبب الارتفاعات هو ان البيانات الضعيفة قللت من احتمالية ان يقوم الاحتياطي الفيدرالي برفع سعر الفائدة في اجتماعه المزمع في 20-21 سبتمبر الجاري، لا سيما بعد تصريحات ستانلي فيشر، نائب رئيس الاحتياطي الامريكي، عقب اجتماع "جاكسون هول"، بان قرار رفع الفائدة في سبتمبر سوف يعتمد الى حد كبير على بيانات التوظيف لشهر اغسطس. معنى ذلك ان الاسواق باتت تخشى ارتفاع الفائدة الى الحد الذي يجعلها تفرح للاخبار السيئة.
تحوُّل الاخبار السيئة الى اخبار مفرحة مؤشر خطير، دلالته ان الاسواق باتت تعاني حالة من الادمان على الفوائد المنخفضة والسيولة الرخيصة وهو ما يؤكد باعتقادي ما ذهب اليه بعض الاقتصاديين بان المبرر الوحيد للمستويات القياسية التي وصلت اليها اسعار الاسهم في امريكا هو الفائدة المنخفضة التي تقترب من الصفر.
الفائدة الصفرية، باعتقادي، ليست سببا كافيا لارتفاع اسعار الاسهم فهي ليست الا عاملا من ثلاثة عوامل رئيسية تحدد اسعار الاسهم هي (بالاضافة الى اسعار الفائدة) طاقة الشركات التوليدية للتدفقات النقدية ومعدلات النمو في ارباح الشركات والأخيران ليسا باحسن احوالهما ولا يبرران ابدا تداول مؤشر ال S&P عند اعلى مكرر ربحية (PE ratio) بتاريخه.
مهمة البنوك المركزية معقدة جدا ومن الصعب جدا التكهن بتبعات رفع الفائدة على الاسواق المالية، وربما ان الفيدرالي لن يكون قادرا على المضي في رفع الفائدة قبل ان يعلن عن حزمة حوافز مالية تتضمن رفع الانفاق الحكومي.