اتابع حاليا مسلسل صلاح الدين الايوبي على القناة الفضائية التي اعمل بها، والذي يناقش الاحداث السياسية لبلاد الشام ومصر في القرن الرابع الهجري، وبمشاركة ثلة من نجوم الانتاج الدرامي آنذاك، وعلى الرغم من مرور 16 عاما على انتاجه فاعتقد انه ينافس العديد من المسلسلات المنتجة حاليا من نواحي درامية وفنية واخراجية.

وللصدفة فقد تم انتاج هذا المسلسل اثناء انتفاضة الاقصى عام 2000 التي راح ضحيتها ما يقارب 4500 شهيد فلسطيني والالاف من الجرحى، عدا عن الخسائر المادية والنفسية التي لحقت بالمواطنين والاطفال، وللصدفة ايضا يعرض المسلسل حاليا والاقصى يستغيث من الحملة الهمجية التي يقوم بها المستوطنون برعاية الجمعيات الصهيونية وبمباركة الحكومة الاسرائيلية.

شبكة الانفاق التي شقت اسفل المسجد الاقصى والبلدة العتيقة، تضييق الخناق على المقدسيين، بوابات التفتيش المهينة، الاعتقالات العشوائية، جملة القرارات الاقتصادية العشوائية على التجار المقدسيين، المصادرات العشوائية ، الاستمرار في بناء المستوطنات... كل ذلك ما هو الا جزء من التطهير العرقي والتهجير القسري للفلسطينيين عامة وللمقدسيين خاصة.

اخر قرارات الكيان الصهيوني قبل ايام، اقتضى على فتح عدد من مراكز الامن الجديدة في القدس، لتزيد الخناق على الشعب الأعزل ولتحكم القبضة الأمنية الحديدية، ضاربة بكل نداءات التهدئة عرض الحائط، مصرةً على تهويد القدس الشريف، مستغلة الحالة السياسية التي تعيشها الدول العربية (رغم سباتها العميق).

نداء الثكالى من الفلسطينيات على صلاح الدين و على المعتصم بالله لم تجدِ نفعاً في استنهاض الامة، حتى اولئك اللذين استغلوا القضية الفلسطينية لتحقيق مكاسب سياسية ومآرب خاصة، سقطت عن وجوههم الاقنعة عند المفاضلة بالمكاسب الدنيوية، ونسوا لعنة التاريخ في الدنيا ولعنة الخالق في الاخرة.

في حلقة اليوم من مسلسل صلاح الدين الايوبي ، سقطت عسقلان في يد الغزاة، فبكى نور الدين زنكي وبكيت معه، واقسم ان لا يهنأ في الدنيا حتى يطهر القدس ، فأخلص وأوفى، فمهد الطريق الى صلاح الدين الايوبي، ولوجود كامل العمل الدرامي لدي من السهل معرفة النهاية، ولكنني لا ارغب بمشاهدتها ، بل كلي شوق بأن ارى البداية على ارض الواقع مرة اخرى، وان يبعث فينا من يحمل راية نور الدين زنكي وصلاح الدين الايوبي والمعتصم بالله...

"ويبقى في القلب غصة على ما يحدث في الاقصى"